روبارين بكر

الشهباء ـ تعد الأزمة السورية واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً في العالم، نظراً لتدخل الكثير من الأطراف على الصعيد المحلي، الإقليمي والدولي، ويزداد المشهد تعقيداً يوماً بعد آخر.

منذ أكثر من 11 عاماً يعيش الشعب السوري تحت وطأة القصف والدمار الذي خلفته الحرب التي أدت إلى نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.

 

 

حول تأزم الوضع السياسي في سوريا وتعمقها تقول عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي بمقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا فريحة الأحمد إلى أن الأزمة السورية التي تسببت بقتل وتشريد الملايين وتدمير البنية التحتية، لا تزال مستمرة فبالرغم من مرور سنوات عليها لم يتم إيجاد حل لها، لافتةً إلى أن الآلاف لا يزال مصيرهم مجهولاً، وقد فقدوا الأمل في عودة الأمن والاستقرار إلى البلاد، خاصة في المناطق التي احتلتها تركيا ومرتزقتها "تزداد الانتهاكات التركية يوماً بعد آخر لتحقيق أهدافه وكل ذلك على حساب الشعب السوري".

وأشارت إلى أن "الاجتماعات التي عقدت لمناقشة تداعيات الأزمة السورية ووضع حلول لها، لم تسفر عن أي نتائج تذكر، جميع الدول التي تدخلت في الشأن السوري يهدفون لتحقيق أطماعهم ومصالحهم".

وعن الحلول المثلى لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد، لفتت إلى أن "الحل الأمثل لإنهاء الأزمة التي تعيشها سوريا أولاً يجب إخراج تركيا من أراضي شمال وشرق سوريا، فهي من فتحت الطريق لمرتزقة داعش وغيرها من الفصائل الإرهابية التي عاثت الدمار والخراب في البلاد، كما أنه يجب أن يكون هناك حوار سوري ـ سوري، لأن حل الأزمة تكمن بيد شعبها وليس بيد أي جهة ودولة أخرى".

ولفتت إلى أن مشروع الأمة الديمقراطية الذي يتم تطبيقه في مناطق شمال وشرق سوريا يعد نموذجاً ناجحاً لحل الأزمة السورية، فالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تسعى لإنهاء الأزمة من خلال المبادرات التي تقدمها، على عكس القوى المتدخلة التي تحاول تطويل عمر الأزمة لتحقيق مكاسبها "يجب أن تتحول الإدارة في سوريا إلى اللامركزية والديمقراطية والتعددية والتشاركية".

 

 

وتتفق عضوة حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري في الشهباء وردة شيخو، مع سابقتها، فقد أكدت على أنه إثر التدخلات الخارجية وصل حل الأزمة السورية مع مرور حوالي 11 عاماً عليها إلى طريق مسدود.

وشددت على أن "التدخل التركي وتواجده على الأراضي السورية من أكبر المشاكل التي تعيق وتفاقم الأوضاع والأزمة في البلاد، فهي تسعى من خلال هجماتها وانتهاكها لحقوق الأهالي في المنطقة لتحقيق مصالحها واحتلال أكبر قدر من أراضي سوريا لإعادة أمجادها العثمانية".

وعن تشكيل خارطة طريق جديدة في الشرق الأوسط تقول "الدول المهيمنة تقوم بتشكيل خارطة طريق جديدة للشرق الأوسط تشمل سوريا كذلك، كونها مهد الحضارات وتعدد المكونات المتعايشة فيها، لذا فالدول المهيمنة تضع القرارات والاتفاقيات التي تخدم مصالحها فقط فهدفهم تفتيت النسيج الاجتماعي في سوريا والقضاء على مكوناتها".

وأكدت على أن طريق الحل الأفضل لإنهاء الأزمة هو الحوار السوري - السوري وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطي، بالإضافة إلى انسحاب القوى الأجنبية.

 

 

ونوهت نائبة رئيس مجلس حزب سوريا المستقبل الشهباء - عفرين هناء ولو، إلى أن الأوضاع في سوريا تتأزم يوماً بعد آخر "الحرب والدمار يزدادان في ظل تدخل الدول الإقليمية الساعية لتطويل عمر الأزمة".

وأشارت إلى أن "اجتماعات سوتشي وأستانا وغيرها عمقت الأزمة السورية بشكل أكبر لأنها لا تمثل السوريين ولا تستجيب لمطالبهم، لا يمكن أن تصل إلى حل للقضية، لا حل في سوريا سوى الحوار السوري - السوري، ويجب أن تتكاتف جميع المكونات للوصول إلى بر الأمان".