أسباب ضعف مشاركة المرأة في السياسة بإقليم كردستان

إن مستوى مشاركة المرأة في السياسة في إقليم كردستان متدنٍ جداً، كما أن النساء اللواتي يعملن في مجال السياسة يعملن وفقاً لتأثير أحزابهن وهذا أيضاً يخدم الذهنية الذكورية. وبهذا الصدد تحدثت بعض السياسيات لوكالتنا حول قلة مشاركة المرأة في السياسة بإقليم كوردستان.

يتم التساؤل دوماً عن سبب عدم مشاركة المرأة في السياسة أو قلة مشاركتها في إقليم كوردستان. وقد بينت عدد من السياسيات إن السبب وراء هذا هي الذهنية الذكورية.
ترزة طه
السليمانية ـ
 
"لا تشارك المرأة في السياسة بسبب التقاليد والأعراف الاجتماعية" 
شرحت المعلمة والناشطة والمحللة السياسية سينور كريم سبب عدم مشاركة المرأة في السياسة وقالت "تقوم ذهنية السلطات على أساس استعباد النساء. كما أن السياسة المهيمنة في جميع أنحاء العالم تقوم على ذهنية الرجل وتخضع لقيادة السلطة الذكورية. ولهذا السبب تعتبر السياسة في إقليم كردستان على أنها ملك وميراث للرجل، وبسبب تقاليد المجتمع لا تشارك المرأة في السياسة. لقد تم تهميش المرأة في دول الشرق الأوسط وتم فرض السلطة الذكورية. كما يعتبر أقارب النساء اللواتي يشاركن في السياسة أنهن جلبن لهم العار. أيضاً تمارس سلطة الرجل كل قوتها لكسر أفق المرأة. لقد تم تسليط الضوء على كل هذا بطريقة ما، وهذه النقاط التي أوضحناها هي الأسباب الرئيسية لعدم مشاركة المرأة في السياسة. وباسم السياسة تم إلغاء الحرية. تم التهجم والاعتداء على قوة شخصية المرأة. وقد أدى ذلك إلى عدم تمتع المرأة بالثقة الكافية للمشاركة في السياسة".
 
"صورة المرأة وصوتها معاً يحددان شخصيتها"
لفتت سينور كريم الانتباه إلى الاختلاف بين صورة المرأة وصوتها وتابعت "في البلدان الرأسمالية لا يوجد سوى الطابع الأنثوي، ولكن كصوت فهي ليست قوية بحيث تطالب بحقوقها. المجتمع الكردي لا يهتم بقوة النساء، والجميع ينظر إليهن بطريقة محددة. هذا هو السبب في أن النساء اللواتي شاركن في السياسة أيضاً، يبتعدن في كثير من الأحيان عن الأنشطة السياسية ويردن فقط تخليص وإنقاذ أنفسهن. سياسة إقليم كردستان شاملة، ولأن السياسة والسلطة متشابكتان في هذه المنطقة، يجب أن تكون السياسة ملكية عامة. ولكن تم تحديد مستوى لها ولا يتم تجاوزه. مستوى الوعي العام بالسياسة لديه القدرة على جعل المجتمع أكثر خبرة بالسياسة وزيادة إشرافه ومراقبته للسلطة السياسية".
 
"النظام الرئاسي المشترك يهدف إلى إظهار قوة المرأة"
ذكرت الرئيسة المشتركة لبلدية بينار قنديل أويز اسماعيل أن نظام الرئاسة المشتركة يُعرف بأنه نظام مناسب يظهر قوة المرأة ويمكّنها من الحصول على حقوقها، وقالت "يحافظ نظام الرئاسة المشتركة على توازن القواعد. في الوقت الذي يريد فيه النظام الرأسمالي إبعاد المرأة عن جوهرها، فإن هذا النظام حي بالنسبة لنا ويجب علينا الاهتمام به والالتفاف حوله. يجب إنشاء نظام الرئاسة المشتركة في كل مكان. ليس هناك مكان للفساد والتخريب في نظام الرئاسة المشتركة. لم تظهر الأحزاب السياسية الوجه الجميل من السياسة لمواطني هذه المنطقة، بل فقط جعلت النساء يشعرن أن العمل السياسي ليس وظيفة المرأة. حتى الآن، عند التحدث إلى النساء حول السياسة، فإنهن يتراجعن ويقلن إن السياسة ليست عمل ووظيفة المرأة، ولكن جزء منهن يعتبرنها وظيفتهن ويعملن بها".