التطبيع بين حكومة دمشق وتركيا يهدف لإبادة الشعوب المطالبة بحريتها
أكدت عضوة الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين ـ الشهباء زلوخ بكر، أن الهدف وراء العلاقات والتطبيع بين تركيا وحكومة دمشق هو ضرب المشروع الديمقراطي في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وإبادة الشعوب المسالمة المطالبة بحريتها.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ شهدت المناطق المحتلة خلال الآونة الأخيرة اشتباكات بين الفصائل المسلحة والدولة التركية على خلاف ما يجري من تطبيع وعلاقات بين تركيا وحكومة دمشق.
حول كيفية تأثير السياسات والعلاقات الخارجية على الملف السوري وما ورائها من نوايا ومخططات ورأي الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم شمال وشرق سوريا بهذه الأحداث قالت العضوة في الإدارة الذاتية الديمقراطية بمقاطعة عفرين- الشهباء زلوخ بكر "تتسارع الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط عامةٍ وسوريا خاصةٍ وعبر مسارات اجتماعات أستانا وجنيف التي كانت تُعقد خارج الجغرافية السورية بحضور قوى بعيدة عن السوريين خلال سنوات الأزمة السورية، فتلك الاجتماعات لم تأتي بأي حلول للأزمة السورية بل على العكس كانت دائماً ساحة صراع دموية".
وأشارت إلى أن الدول المتداخلة في شؤون الأزمة السورية سعت منذ بداية الأزمة إلى تقسيمها إلى كتل وكان لكل منهما خطط واستراتيجية واضحة حيث أن المعارضة السورية تشتت من الشهور الأولى بعدما سلمت نفسها للدول الخارجية على رأسها الدولة التركية التي استخدمتها كورقة للتطبيع وفرض سياستها ومشاريعها الاحتلالية من سوريا نحو الشرق الأوسط".
وأشارت إلى أن الاحتلال التركي ارتكب في المناطق التي احتلتها الكثير من الجرائم "ارتكب المحتل تجاوزات وانتهاكات بحق الشعب السوري وممتلكاته الذي أثر على سكان المنطقة الأصليين"، مؤكدةً أن ما يدور على الساحة السياسية السورية من مساعي روسية للتطبيع بين تركيا وحكومة دمشق تسببت بانفجار قنبلة موقوتة في المناطق السورية المحتلة أدت لحدوث المزيد من الفوضى وانتهاكات في كل من مدينة الباب، جرابلس، إعزاز، إدلب وعفرين وخروج مظاهرات منددة بسياسات الدولة التركية وتعاملها مع حكومة دمشق على حساب تصفية الفصائل المسلحة في المناطق المحتلة.
ونوهت إلى أن "الهدف وراء تطبيع العلاقات بين تركيا وحكومة دمشق هو إنهاء الفصائل المعارضة في المناطق المحتلة التي تندرج تحت لائحة الإرهاب، واستيطان العوائل التركمانية على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا لحماية أمنها القومي كما تدعي تركيا، وتسليم المعابر الحيوية لحكومة دمشق في الواجهة إلا أنه وتحت الطاولات ستسلم هذه المعابر للقوات الروسية التي خسرت اقتصادياً في الحرب بسوريا خاصةٍ بعد حرب وأزمة أوكرانيا، إضافة إلى إعادة شرعية وجود حكومة دمشق على الساحة السورية بقوة أكبر".
وشددت على أن هذه التغييرات والاتفاقيات والمشاهد أدت إلى إعادة حالة الاحتقان في المناطق المحتلة حيث أن ما تسمى بالمعارضة السورية حملت السلاح ونفذت جميع مطالب الدولة التركية التي تضحي بها اليوم في سبيل تنفيذ مشاريعها الاحتلالية ومصالحها.
وعن الأسباب والأهداف وراء العلاقات والتطبيع بين تركيا وحكومة دمشق قالت "عبر هذه السياسة ومن خلال هذه العلاقات تحاول تركيا ضرب المشروع الديمقراطي في مناطق إقليم شمال شرق سوريا وإبادة الشعوب المسالمة المطالبة بحريتها".
وأكدت أن الغليان الذي حدث في المناطق السورية المحتلة من تظاهرات منددة ورافضة للدولة التركية وسياستها تجاه الفصائل المسلحة والتعدي على الأعلام التركية التي كانت مرفوعة على الكثير من المؤسسات في المناطق المحتلة لا يزال مستمر حتى يومنا الراهن، مشيرةً إلى أنه وكالعادة تعاملت الدولة التركية مع الأوضاع بقبضة من حديد من خلال شن حملة اعتقالات طالت الأشخاص الذي شاركوا في التظاهرات والأحداث الأخيرة ونقلهم إلى تركيا للتحقيق معهم ومحاسبتهم.
وفي ختام حديثها أكدت زلوخ بكر أنه "وسط هذه السياسات والمشاريع والعلاقات التي تدور على حساب دماء الشعب السوري وقضيته نرى أن الإرادة الذاتية الديمقراطية لها رؤية واستراتيجية واضحة لحل الأزمة السورية لذلك من الضروري أن يتحالف الشارع السوري تحت راية ديمقراطية واحدة".