'الشراكة التامة لكافة شرائح المجتمع السبيل الوحيد للوصول إلى مجتمع عادل'
اعتقد بأن فرصة تفعيل المجلس التشريعي قد تكون فرصة لإحداث تغيير في القوانين والسياسات والموازنات الداعمة لتعزيز دور النساء في المجتمع والحياة السياسية
تحرير بني صخر
رام الله ـ " مع الايمان بأن القانون قادر على إحداث طفرات في التفكير المجتمعي السائد من خلال التمييز الايجابي اتجاه الفئات المهمشة والضعيفة في المجتمع وقادر على محاصرة النمط الذكوري والأبوي المهيمن في المجتمع" تقول مسؤولة العلاقات الدولية بحزب فدا رتيبة النتشة.
تقول مسؤولة العلاقات الدولية وعضو المكتب السياسي بحزب فدا رتيبة النتشة "أنا مؤمنة بدور النساء وقدرتهن على إحداث التغيير في أي موقع سواء كان العمل في الحيز الخاص أم في الحيز العام، الاجتماعي أو السياسي، المسالة لا تتعلق في عدد النساء في القوائم الانتخابية فالشراكة التامة لكافة شرائح المجتمع هي السبيل الوحيد للوصول الى مجتمع حضري تسود فيه قيم العدالة الاجتماعية وتكافئ الفرص للجميع ولايمكن لهذا الهدف أن يتحقق بتهميش أو اقصاء اي فئة سواء كانت فئة جندرية أو عمرية أو غيرها وحصرها ضمن كوتا أو اشتراط ما".
وعن مشاركة المرأة في الانتخابات القادمة أذ ستكون فعالة أم لا تقول "للأسف مازلنا في الحركة النسوية بعيدين عن تحقيق مطالبنا بالمساواة في المشاركة في صنع القرار بالرغم من مشاركتنا التامة في صنع الحدث على الارض والنضال التحرري الوطني والاجتماعي، إلا أن المقايضة على حقوقنا الاجتماعية مقابل الحقوق السياسية مازالت سيدة الموقف وهذا يجعل مشاركة النساء منقوصة ولا ترتقي إلى الشراكة التامة وسيغلب عليها الاستخدام من بعض الفصائل بتفاوت".
وتضيف "مازال وجود التيارات التقدمية واليسارية والديمقراطية يعطي املاً في اشراك أعداد أكبر من النساء الفاعلات القادرات على التغيير نوعاً وليس كماً لأن الأخيرة تنجر أحياناً مع ما هو سائد مجتمعياً ومقبول لدى الناخب على حساب القيم الثورية التي تنادي بها من أجل المساواة التامة في تشكيل قائمته الانتخابية تحت حجج مختلفة ."
تتابع "أن التعديل الأخير الذي أجري على قانون الانتخابات يضمن تمثيل 26% من النساء في القوائم وليس شرطاً وصولهن إلى هذه النسبة داخل المجلس التشريعي أذا لم تتقدم النساء لقيادة القوائم الانتخابية فنسبة الحسم تحسم مقعدين للقائمة ويبقى المقعد الثالث خارج المعادلة وفي الأربع مقاعد التالية يشترط وجود امرأة دون تحديد موقعها، فإن حصلت القائمة على ستة مقاعد من المؤكد وصول امرأة واحدة فقط ومع تزايد عدد القوائم وتراجع موقع النساء في القائمة تتناقص فرص النساء في الوصول، الموضوع بحاجة إلى وعي مجتمعي أعمق وإيمان بأن النساء شقائق الرجال في الميدان العام وشريكات في صناعة المستقبل الذي نريد".
من هي رتيبة النتشة؟
رتيبة النتشة من مواليد حزيران/يونيو 1982 في مدينة القدس، عاشت فيها بتفاصيلها وتنوعها وتقبلها للجميع في ظل عائلة تهتم بالسياسة وتحمل قيم العدالة الاجتماعية والفكر اليساري ومنخرطة في العمل المجتمعي.
تقول "والدي كان نشيطاً نقابياً حتى منتصف التسعينيات ووالدتي ناشطة نسوية مما انعكس على شخصيتي وخياراتي بشكل واضح دون اكراه أو توجيه مباشر بل من خلال المنظومة القيمية التي تربيت عليها".
تضيف "بدأت نشاطي المجتمعي في المدرسة الثانوية بالتزامن مع تأسيس مديريات الرياضة والشباب في المحافظات الفلسطينية، حيث تم استهداف عدد من الفتيات والفتيان النشيطين لتدريبهم على إدارة المعسكرات والانشطة اللامنهجية وحشد وإدارة المتطوعين في مدينة القدس عام 1996، ومنذ ذلك الحين بدأت مسيرتي في العمل التطوعي والمجتمعي وقد تزامنت فترة دراستي الجامعية مع الانتفاضة الثانية وما تبعها من تشكيل لجان مقاومة الجدار والاستيطان وحملات مقاطعة البضائع الاسرائيلية وكان انخراطي في هذه اللجان انسيابياً وحتمياً، ولم يكن البعد النسوي الذي نشأت على مناصرته غائباً عن نشاطي المجتمعي وانخراطي في المؤسسات النسوية وتعلم اليات الضغط والمناصرة لحقوق النساء".
تتابع "كأي شاب/ة في العالم فأن مرحلة الدراسة الجامعية هي مرحلة تبلور الهوية والتوجهات، فكانت توجهاتي نحو العمل المجتمعي الوطني المنطلق من حشد المقدرات المجتمعية الكامنة وتحويلها إلى طاقة متفجرة من أجل التغيير بعنفوان الشباب الذي لايقبل الانهزام أو الخضوع لصعاب الواقع، فنقطة التحول كانت في عام 2002 اثناء الاجتياحات على مدن الضفة حيث أخذ العمل التطوعي منحى أخر بإعادة زخم العمل الشعبي والوطني، وبدأت فكرة تنظيم العمل التطوعي والمجتمعي كأداة لإدارة الاحياء وتسيير أمور الناس اليومية وتلبية احتياجاتهم، في ظل تلك الظروف انبثقت فكرة مبادرة شارك الشبابية لإدارة العمل التطوعي الشبابي والتي بدأت في جامعة القدس كإحدى المبادرات المدعومة من برنامج شارك الشباب في صندوق الأمم المتحدة الانمائي لتصبح مبادرة ريادية تقود المبادرات الشبابية وتنسق الجهود في 22 موقع على امتداد الضفة الغربية وقطاع غزة من قلب العاصمة القدس".
تبين "أنهيت دراستي الجامعية في جامعة القدس في أبو ديس، حصلت على درجة البكالوريس في علوم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والتي جعلت التخطيط للاعمال التطوعية يأخذ بعداً تنموياً جديداً وساهمت في صياغة أوائل الرؤى الشبابية نحو قضايا البطالة وتشغيل الشباب وغيرها من القضايا الشبابية بالتعاون الوثيق مع زميلي المحامي بدر زماعرة الذي أعطى بعداً نقدياً للقوانين والخطط المجتمعية لنشكل ثنائي استثنائي، انتجت منتدى شارك الشبابي كمؤسسة فلسطينية رائدة في معالجة قضايا الشباب وإدارة العمل التطوعي ليصبح منتدى شارك الشبابي اليوم واحد من أكبر المؤسسات الشبابية التي تحمل قيم المساواة بين الجنسين وتطرح مبادرات وأوراق مطلبية لحل مشاكل الشباب عموماً وقضايا البطالة والتشغيل خصوصاً وأنا اشغل اليوم رئاسة مجلس إدارة المؤسسة".
توضح عضو المكتب السياسي رتيبة النتشة، أكملت دراستي العليا في جامعة القدس في تخصص التنمية المستدامة وبناء المؤسسات والتي احدثت تطوراً فكرياً وسلوكياً أخر جعلني على اقتناع تام بأن تعظيم القدرات الفردية بحاجة إلى تنظيم جماعي قادر على حمل الافكار والتوجهات نحو حشد أقوى تأثيراً والذي لا يتحقق من خلال النشاط في مؤسسات شبابية أو نسوية أو نقابات عمالية كلا على حدى، فكل واحدة من المؤسسات السابقة الذكر تحشد الطاقات في هدف واحد محدد أما الوصول إلى المستقبل الذي اريد بتكامليته وشموليته، إنشاء مؤسسة تنظيمية جامعة لكل هذه الأهداف فكان خياري في الانتظام في صفوف الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا وتعظيم قدراتي من خلاله، واليوم أنا عضو للمكتب السياسي المنبثق عن المؤتمر الرابع للحزب المنعقد في تموز 2019".