'النشاط السياسي للمرأة يزيد حصيلتها المعرفية في هذا المجال'

وصل عدد المترشحات للانتخابات البرلمانية في ليبيا التي كان من المفترض إقامتها في الـ 24 كانون الأول/ديسمبر العام الماضي حوالي 300 مترشحة، ونشطن حتى قبل أن تنطلق الدعاية الانتخابية، بحكم عملهن الذي كن يقمن بممارسته قبل تقديم طلبات ترشحهن للانتخابات.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ قدمت عدد كبير من النساء في بنغازي طلبات ترشحهن للانتخابات البرلمانية، وهناك كثير منهن لم تمارسن العمل السياسي من قبل، ولكن تحاولن قدر الإمكان تطوير أنفسهن في هذا المجال حتى تستطعن تقديم خدماتهن للمواطنين بكل ثقة ومعرفة.

تقول المتخصصة في الكيمياء الحيوية إيناس القوارشة والتي قدمت طلباً للترشح للانتخابات، عن ممارسة حياتها السياسية بعد تأجيل الانتخابات "من خلال تقديم أوراق ترشحي للانتخابات كنت أود ممارسة حقي السياسي في المشاركة بالانتخابات، ولكن خاب ظن أغلب الشعب الليبي بتأجيل الانتخابات، ولكن رغم ذلك لم نتوقف، لأنه لدي إيمان أنه سوف تقوم دولة مدنية والتي نسعى إلى تحقيقها، ودولة ديمقراطية تحقق الحريات الأساسية، فالانتخابات تم تأجيلها وليس إلغائها".

 

ليبيا لن تظل دون انتخابات

ولفتت إلى أن "ليبيا لن تظل دون انتخابات ودون بناء دولة لفترة طويلة وهذا ما نسعى إليه، وانتهزت فرصة التأجيل من أجل تطوير نفسي وصقل مهاراتي، فالعمل السياسي حديث في ليبيا وخصوصاً للمرأة، لذلك أنا الآن اتواصل مع نساء مارسن العمل السياسي في ليبيا، وخضن تجربة الانتخابات، لأتعرف من خلالهن على المشاكل والاخفاقات التي تعرضن لها، كي اتعلم من اخطائهن".

وأشارت أنها شاركت في عدة دورات قامت بها منظمات المجتمع المدني، من أجل تطوير نفسها من ناحية اكتساب مهارات التخاطب، والتواصل مع الجمهور، كذلك تعلمت كيفية إعداد الخطة الانتخابية، وتجهيز المناصرين وكيفية التعامل مع الجمهور، بالإضافة إلى تعلم أشياء جديد حول السياسات العامة.

 

التفريق بين الرغبة والقدرة

وأوضحت إيناس القوارشة أن "العلم والتعلم لا يقف عند حد معين فمهما نقول إننا نعرف نتفاجأ بأشياء قد لا نستطع التعامل معها، نظراً لقلة المعرفة لذلك أعمل بجدية على تطوير الجانب المعرفي السياسي لدي، وخوض تجربة الانتخابات ليست تجربة سهلة لذلك يجب علينا التفريق بين الرغبة في خوض الانتخابات والمقدرة على العمل بشكل صحيح، لذلك الرغبة دون القدرة لا تحدث تغيير، ولكن أن اجتمعتا معاً قد يحدث التغيير الذي يود المترشح القيام به مستقبلاً".

وربطت القدرة بضرورة تطويرها، من خلال صقل المهارات، والعمل على تطوير ذاتها "هذا ما قمت به بعد تأجيل الانتخابات فنشاطي السياسي لم يتوقف حتى ولو أنه اقتصر على تطوير الذات في الجانب السياسي، فقد قمت بالعديد من الجلسات الحوارية، وشاركت في أخرى، ومن أهم هذه البرامج برنامج أيام العامرة ببنغازي الذي جمع نخبة من السياسيين والمثقفين والأكاديميين الذين قاموا بإعطائنا حصيلة تجاربهم".

 

المشاركات في النشاطات السياسية

وذكرت إيناس القوارشة أنها من خلال هذه المشاركات في النشاطات السياسية تعرفت كيف تشخص المشكلة السياسية، حتى يمكن حلها بشكل صحيح، وأنها استفادت من تجارب دول أخرى مجاورة سبقت ليبيا في هذا المجال، بحيث يتم تفادي الإخفاقات عندما تتم التجربة في ليبيا.

وعن الفرق الذي لمسته في تطوير تكوينها المعرفي قبل تأجيل الانتخابات وبعدها تقول "هناك فرق كبير بين حصيلتي المعرفية قبل وبعد خاصةً في القوانين التي تحتاج إلى تحديث وأخرى تحتاج لتفعيل، وبذلك زدت قوة، وحتى ولو لم يتم انتخابي وفوزي فيما بعد فأنا أعد نفسي فائزة، لأن المعلومات التي أضيفت لخبرتي، والأفاق التي فتحت أمامي كثيرة، فأصبحت أبحث، واختلفت نظرتي لأمور كثيرة، حتى أنني أصحبت أركز على الكلمات بعد أن كانت تمر أمامي مرور الكرام"، وأكدت على أن بنغازي توجد بها كثير من المنظمات الداعمة للمرأة وتهتم بصقل مهاراتها.

 

"حملت على عاتقي مهمة إيصال صوت النازحين"

من جانبها قالت المترشحة لمجلس النواب الدكتورة في الصحة العامة نجاح الرشيد الوادوي، أنها قدمت أورق الترشح لمجلس النواب في فترة التحضير لانطلاق الانتخابات التي كان من المزمع إجراؤها في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021، مشيرةً إلى أنها تحاول الاستفادة من الوقت قبل أن يتم تحديد موعد جديد لها.

وأشارت إلى أنها تقدمت للترشح "لأنني أحمل قضية مهمة وهي قضية النازحين على اعتبار أنني أحد هؤلاء الذين نزحوا من بيوتهم فترة الحرب على مرتزقة داعش وتحصنهم داخل منطقة وسط البلاد التي أعيش بها، لذلك حملت على عاتقي مهمة إيصال صوتهم والدفاع عنهم والمطالبة بحقوقهم من أجل عودتهم لبيوتهم، التي دمرت جراء الحرب".

 

 

 

مناصرة الفئات الهشة في المجتمع

وضعت نجاح الوادوي في مخططها مناصرة الفئات الهشة في المجتمع والاهتمام بقضاياهم والدفاع عنهم، لذلك أكدت أنه لابد لها من الإلمام بالتشريعات التي تنظم حياتهم، ومن ثم السعي للبحث والتطوير والتعرف أكثر على هذه التشريعات ومعالجة مواطن الضعف فيها، من أجل توفير حياة أفضل لهذه الفئات.

وأكدت على أنه خلال فترة تأجيل الانتخابات استطاعت تقييم نفسها ومعرفة مواطن الضعف والقوة في معرفتها بالقوانين، وكل ما يخص المترشحين للبرلمان، ومن ثم عملت على تطوير نقاط القوة، ومعالجة نقاط الضعف، فبدأت في حضور جلسات حوارية يشرف عليها ويديرها أهم أساتذة القانون والسياسة في بنغازي، وانخرطت في دورات تدريبية للتمكين للسياسي.

ولفتت إلى أن معلوماتها في الجانب السياسي كانت سطحية، ولكن بعد تقديم أوراق ترشحها، رأت أن تعمق معرفتها في هذا الجانب، كان لابد لها من فهم كل ما يجري في أروقة السياسة حتى تستطيع التغيير الحقيقي.

وأوضحت أنه على البرلماني أن يلم بجميع المجالات من صحة واقتصاد وسياسة وتعليم واجتماع، حتى يستطيع من خلال الثقة التي منحها له المنتخب، وأن يعمل ويقدم الخدمات وفقاً لخلفية معرفية حقيقية ومتينة "كل دورة أو مؤتمر أو ورشة تعطيني ضوء أخضر لوضع ملاحظات قيمة للعمل عليها فيما بعد، مثل مؤتمر التنمية الذي منحن أفكار بخصوص حل مشكلة النازحين في بنغازي، حتى ولو لم يتم انتخابي فقضية النازحين هي قضية حملتها على عاتقي، وسأعمل عليها مادامت قادرة على التغيير".

وحول تأثرها بتأجيل الانتخابات وتفكيرها في الانسحاب تقول نجاح الوادوي في ختام حديثها "لن اتراجع، لن أترك الساحة لأناس ليسوا على ذلك القدر من المسؤولية والتعليم والثقافة، ومادامت لدي القدرة على المعرفة والعطاء والتميز فسأهبها لبلدي".