النساء الفلسطينيات يبدين موقفهن من تأجيل الانتخابات
أثار قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الصادر مساء يوم الخميس 30 نيسان/ أبريل والقاضي بتأجيل الانتخابات الفلسطينية بسبب عدم القدرة على إشراك مدينة القدس وسكانها
رفيف اسليم
غزة ـ ، الجدل بين المواطنين لينقسموا بين التأييد والمعارضة، داعمين وجهة نظرهم بأسباب مختلفة، وخاصة النساء اللواتي حضرنَّ المشهد بقوة.
تقول نور القططي (23) عاماً أن جميع أفراد الشعب الفلسطيني كانوا يرغبون بإتمام الانتخابات ورؤية القوائم والأشخاص المرشحين والبرامج الانتخابية أيضاً، مضيفة أنها عندما أُصدر المرسوم الرئاسي سارعت بالتسجيل الإلكتروني لها ولمن حولها كي تستطيع انتخاب القائمة التي ستلبي احتياجات الشباب في ظل الوضع الراهن، لكن عندما علمت أن الانتخابات ستجرى دون مشاركة مدينة القدس دعمت الرئيس بقراره تأجيل إجرائها.
وتكمل نور القططي حديثها بالقول إن عدم وجود القدس ضمن الحملة الانتخابية والترشح والانتخاب كارثة تاريخية فوجود حلول كالانتخابات الإلكترونية وغيرها من المقترحات الواهية ليست حلاً بل إنها بحسب نور عبارة عن قصر نظر وسذاجة، مشيرةً إلى أن "الانتخابات في القدس ذات بعد سياسي واستراتيجي فلابد من موافقة دولة الاحتلال الاسرائيلي عليها ليكون اعترافاً منها بأن القدس محتلة كسائر الأراضي الفلسطينية".
وتؤكد نور القططي أن "انتخابات بدون القدس تعني أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي وتسليم بالأمر الواقع وكل شخص يؤيد الذهاب إلى انتخابات بدونها هو شخص منافق يسعى فقط لأهداف حزبية ومصالح شخصية دون الأخذ بالاعتبار أن للقضية أبعاد أخرى سيادية وسياسية"، مشيرةً إلى أنه "يحق للفلسطينيين التمرد على قرار تأجيل الانتخاب في حال وافقت دولة الاحتلال على وجود القدس ضمن الانتخابات والقيادة الفلسطينية تلكأت في التنفيذ".
وتوافق هبة العبادلة ذات (28) عاماً على ما قالته نور القططي بتأييدها لقرار تأجيل الانتخابات الفلسطينية لأن الأمر يتعلق بسيادة الدولة الفلسطينية وكينونتها كون مشاركة مدينة القدس العاصمة ليس أمر ثانوي بل الجوهر في الصراع مع "المحتل الإسرائيلي"، كما تقول.
مشيرةً إلى أنها مع إبراز القضية الفلسطينية والمحافظة على ثوابتها "لذلك أدعم قرار التأجيل الذي سيدفع القيادة الفلسطينية لاستكمال الانتخابات في أي لحظة سيسمح فيها المحتل الاسرائيلي بإشراك القدس".
وتضيف هبة العبادلة أن "قرار التأجيل يجب أن يصاحب بعدة قرارات أخرى للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإجراء الانتخابات في مدينة القدس، وعدم مساعدته على تكريس صفقة القرن التي رفضها الشعب الفلسطيني والقاضية بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولة الاحتلال"، لافتةً إلى أن "قطاع غزة المنهك بحاجة ماسة لإجراء الانتخابات للتغير من الوضع المأساوي الذي وصل إليه مؤخراً، لكن لن يكون على حساب مدينة القدس والقضية الفلسطينية".
بينما كان لسمر حجازي ذات (24) عاماً رأي آخر عبرت عنه خلال حديثها لوكالتنا فهي ترى أن ما تم عبارة عن مسرحية كانت متوقعة من قبل الرئيس محمود عباس "الرئيس معروف بموقفه الرافض لإجراء الانتخابات الفلسطينية وكانت ذريعته عدم سماح الاحتلال الإسرائيلي إجراء الانتخابات بالقدس، وإسرائيل لا ترغب بتشكيل حكومة وطنية ولن تسمح باتحاد الفلسطينيين لذلك تعزل مدينة القدس عن المشاركة والرئيس عباس قد استغل تلك الفرصة لإعلان التأجيل".
وتكمل سمر حجازي أن "قطاع غزة سيعود لسيناريو ما قبل الانتخابات وهو إما عدوان طاحن يشنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة أو تشديد الحصار الخانق على جميع مناحي الحياة، مع إغلاق معبر رفح البري الذي يصل القطاع بمصر والعالم الخارجي بالرغم من أنه قد فتح بشكل مستمر منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه عن إمكانية إجراء الانتخابات"، مطالبة بإعادة النظر في إتمام الانتخابات الفلسطينية، وعدم التضحية بأحلام الفلسطينيين بالوحدة وتحسين أحوالهم المعيشية، حسب قولها.
وكانت هداية عصمت ذات (20) عاماً قد نشرت من خلال حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشوراً توضح فيه غضبها من تأجيل الانتخابات الفلسطينية، (ا ن ت خ ا ب ا ت) هكذا كتبتها هداية منذ اليوم الأول للإعلان عن إجرائها في الأراضي الفلسطينية، مبينةً أنها تعلم جيداً أن تلك الانتخابات لن تتم وأن حكومة الوحدة الوطنية حلم في ظل الانقسام الراهن بين الفصائل الفلسطينية منذ (15) عاماً.
فيما نشرت لجنة الانتخابات الفلسطينية بيان مقتضب وضحت خلاله أنها تنفذ قرار القيادة الفلسطينية في الاجتماع الذي عُقد برئاسة الرئيس محمود عباس في رام الله، والقاضي بتأجيل الانتخابات العامة وإيقاف العملية الانتخابية، حيث كان من المقرر نشر الكشف النهائي للقوائم والمرشحين بالتزامن مع أول أيام الدعاية الانتخابية للقوائم المترشحة للانتخابات التشريعية، آمله أن تتمكن من استكمال تنفيذ الانتخابات الفلسطينية في أقرب فرصة ممكنة.