المرأة السياسية في ليبيا... بين الظهور والتلاشي
رغم دخولها غمار السياسة من أوسع الأبواب، لا تزال المرأة الليبية تعاني من عدة تحديات وعوائق تقف في طريق عملها السياسي ومشاركتها الفعالة في الانتخابات.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ لازالت التجربة السياسية للمرأة في ليبيا ليست ناضجة بما فيه الكافية من أجل مواكبة ما يحدث داخل البلاد من متغيرات في الجوانب المختلفة، وهناك انقسام يحول دون التواصل بين شرق ليبيا وغربها وجنوبها، ومع هذا التذبذب في الواقع السياسي في البلاد تذبذب الظهور النسائي على الساحة السياسية.
تتضارب الآراء حول دور المرأة الليبية في السياسة ما بين مدافع عن وجودها، وبين مستهجن لدورها ووسمه بالضعيف، حيث قالت المهتمة بالأنشطة النسائية في مدينة بنغازي نعيمة البرناوي "من وجهة نظري المرأة قيادية ولديها قدرة كبيرة على العطاء، ولديها إمكانيات كبيرة في تغيير الواقع للأفضل، ولكن سبب عدم تواجدها في الجانب السياسي بكثرة هو طابع الخوف الذي يحكمها في المجتمع الليبي، ففي أحيان كثيرة يتم تأويل الكلمات العفوية وتحويلها إلى كلمات تدينها، وهنا بدأت المرأة تلزم الحذر بشدة في هذا الجانب ولا تظهر كثيراً وتتحكم في أقوالها وأفعالها وتكون حريصة جداً في كلماتها".
من جانبها أوضحت الباحثة الاجتماعية حميدة البرعصي "دور المرأة في الجانب السياسي موجود ولكن يبرز دورها أكثر في الجوانب الحياتية والتطوعية، وفي السلم والحرب وحتى في وقت الأزمات والكوارث، وهي تقوم بدور كبير في الجوانب النفسية والاجتماعية، وهناك عناصر نسائية لديهن قدرات قيادية كبيرة، ولكن الإعلام مقصر في تسليط الضوء عليهن، حتى إنهن بدأن يحددن مساراتهن وحياتهن المهنية في المجال السياسي، وفي المستقبل القريب سيكون وضعهن أفضل".
وشاركتنا المهندسة أميرة الحاسي وهي ناشطة اجتماعية وسياسية رأيها بالقول "دور المرأة لم يتلاشى، وكانت المرأة حاضرة وبقوة، غير أننا لم نوثق ثناء عملنا الإنساني وهذا جعل الناس تظن أن المرأة دورها تلاشى خاصة بعد إعصار دانيال والأوضاع التي عاشتها البلاد، فالمرأة في الجانب السياسي لازالت تحتاج الدعم على الأصعدة كافة، إضافة إلى حاجتها إلى مزيد من الوعي والثقافة".
وأضافت أن المرأة قادرة فيسيولوجياً على تولي العديد من الأدوار "هناك لبس في مفهوم المساواة الذي جعل المرأة تتأخر في مجال السياسة لأنها قادرة وتحتاج مزيد من الدعم الفكري والثقافي في المجتمع لخوض غمار السياسة بقوة".
فيما تقول المستشارة أمينة حسين بن سليم إحدى المترشحات لدائرة بنغازي في انتخابات 2022 "من خلال تجربتي الشخصية، ومنذ ترشحي ولم يتم البث في قوائم القبول، كانت التجربة ثرية جعلتني أنخرط في المجتمع وفتحت الآفاق المختلفة أمامي، وجعلت لي مكانة في المجتمع".
وأكدت أنها استطاعت أن تثبت نفسها سياسياً وأصبحت لها قاعدة شعبية كبيرة "يتم دعوتي في مختلف الأنشطة السياسية والأمنية التي تحدث في بنغازي، وقدت فريق أغلبه من الرجال من أجل المصالحة الوطنية، وهناك نساء في الفريق الذي قدته من منطقة الجنوب الليبي منهن الدكتورة سوما التارقي التي كان لها دور كبير في الصلح بين قبيلتين في الجنوب وبذلك فأن المرأة متصدرة المشهد بقوة وليست مهمشة".
وأوضحت أن المرأة لازال لها دور فعال في المجتمع ولم يتلاشى وخاصة التي انخرطت في المجال السياسي، لها مكانة كبيرة في المجتمع ومازالت تعطي وقيادية وهي غير مهمشة، وهذا يعتمد على شخصية المرأة التي تفرض على المجتمع قوة شخصيتها ومعرفتها وإدراكها لما يحيط بها.