المرأة العربية شريك أساسي في العمل السياسي
شهدت العقود الأخيرة زيادة واضحة في دعوات تمكين المرأة وإفساح المجال أمام مشاركتها في الحياة السياسية.
ريم محمد
الرقة ـ تمثل المرأة أساس المجتمع ولكن الأنظمة لم تعي أهمية دور المرأة في المشاركة بالمجال السياسي، على عكس ذلك عملت الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا على إدماج النساء في مختلف المجالات وشجعت المرأة العربية خاصةً للولوج إلى العمل السياسي رغم التحديات والعراقيل التي يضعها المجتمع أمامها.
تقول العضو في مجلس المرأة السورية سهيل السنوح أنه "تنامت في القرن الماضي فكرة مشاركة المرأة في العمل السياسي والديمقراطي في البلدان العربية عامةً، فصادقت عدة دول على صكوك دولية واتفاقيات تخص حقوق الإنسان والمرأة، وتم إدراجها بالدساتير ولكن لم يتم تطبيق ذلك على أرض الواقع".
وبينت أنه "كان هناك خيبة أمل كبيرة لعدم مشاركة المرأة بشكل واضح في السياسية ولكن بعد الثورات العربية تغير حال النساء، وخاصةً في مناطق شمال وشرق سوريا، بعد أن شاركت المرأة بقوة بثورة روج آفا"، مشيرةً إلى أن نساء شمال وشرق سوريا شاركن في مختلف المجالات السياسية والإدارية منها "للمرأة حضور واضح في نظام الإدارة الذاتية من خلال تمثيلها بنسبة 50%".
وأشارت سهيل السنوح إلى أن محاربة الثقافة أو الذهنية السائدة في المجتمع والتقاليد البالية التي تمنع المرأة من المشاركة في السياسة جاءت ثمرة لنضال المرأة ودورها في الحراك الشعبي، مؤكدةً أنه "نحن كتنظيمات نسوية علينا تهيئة جميع النساء في سوريا لتشاركن في العملية السياسية والدبلوماسية فلدينا نساء قادرات على هذا العمل ولكن تحتجن الدعم منا".
وشددت على دور المرأة في عملية السلام بسوريا "للمرأة دور كبير في إحلال السلام والاستقرار السياسي في المنطقة فالنساء في شمال وشرق سوريا تمتلكن طموحات كبيرة في التقدم السياسي من حيث تمثيلهن في جهود الحل السياسي، وكذلك في البرلمان مستقبلاً". مبينةً أنه "علينا أن نكون يد العون لهذه المرأة التي تمثلنا بالمستقبل".
وأضافت "المرأة السورية عانت خلال الأزمة فقدت المعيل والمنزل فتراكمت عليها ضغوط العمل، فأضحت تعمل لكي تؤمن عيش أبنائها أو تأمين نفسها فالمرأة السورية قدمت الكثير ويجب أن تكون صاحبة القرار للخلاص من الحرب".
وأوضحت سهيل السنوح أن المرأة كانت ومازالت مهمشة في مناطق سيطرة النظام مؤكدةً أنه "لا نقلل من إمكانية المرأة في مناطق سيطرة النظام ولكن التشديد الأمني شكل حاجز من الخوف داخل النساء، وسلب منهن فرصة التقدم". مشيرةً إلى التقدم الذي حققته النساء في مناطق شمال وشرق سوريا متمنيةً أن يعمم هذا التقدم على كامل الجغرافية السورية.
وتابعت حديثها حول العقبات التي تقف في طريق المرأة السورية وبينت أنها تتمثل في "الثقافة السائدة والتقاليد البالية التي تحيط بالمرأة من كل الجوانب، فالمجتمع الأبوي يسيطر على حياة النساء، يضاف إلى ذلك عدم استقرار السياسة في المنطقة".
ولا ترى سهيل السنوح أن حال المرأة العربية والسورية كان أفضل قبل اندلاع الثورات العربية التي تحولت إلى أزمات طال أمدها "لم تهتم المرأة بحقوقها قبل سنوات الحرب، لكن رغم مرارة الحرب استطاعت المرأة وسط هذه المعاناة التعرف على حقوقها مالها وما عليها".
واختتمت العضو في مجلس المرأة السورية سهيل السنوح حديثها برسالة إلى النساء السوريات أكدت فيها أن سوريا تحتاج لحل سياسي لإنهاء الحرب "سوريا بحاجة لنسائها لكي تقف على قدميها ولذلك نطالب المرأة بدعم بنات جنسها في الحل السياسي".