'الحراك الشعبي في السويداء هو استمرار لثورة 19 تموز'

استمدت النساء في السويداء قوتهن وإرادتهن من ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا لتخرجن للساحات وتطالبن بالحرية والديمقراطية والمساواة.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت نائبة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الفرات في شمال وشرق سوريا مزكين خليل بأن الحراك الشعبي في السويداء هو استمرار لثورة 19 تموز، فالمطالب واحدة وهي بناء سوريا حرة تعددية لامركزية تحتضن كافة الشعوب.

بدأت الأزمة السورية في عام 2011 من أجل تحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية وبناء سوريا حرة تحتضن كافة المكونات التي تعيش فيها، ولكن بعد 12 عام على بدأها وبعد التدخلات الخارجية في الأراضي السورية لم يتم إيجاد حل للأزمة ولكنها ازدادت تعقيداً، وتدهورت كافة سبل الحياة الكريمة والأمنة للشعوب.

وفي منتصف آب/أغسطس بدأ أهالي السويداء وبمشاركة نسائية واسعة حراكهم الشعبي مرة أخرى، ونظموا احتجاجات تطالب بـ "إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد وتحقيق العدالة والمساواة وتحسين الوضع المعيشي وإحراز تغيرات سياسية في كافة المناطق السورية، وذلك وفاً لقرار الدولي 2254"، وحمل المتظاهرين/ت خلال احتجاجاتهم السلمية في ساحة الكرامة والتي دخلت أسبوعها الخامس لافتات متنوعة والتي تعبر عن المطالبة بالحرية والكرامة لكافة الشعب السوري، وبناء سوريا حرة تعددية لامركزية تحتضن كافة شعوبها.

وحول الأزمة السورية منذ بدايتها وحتى يومنا هذا والتدخلات التي تهدف لزيادة تعقيدها تحدثت لوكالتنا نائية المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الفرات في شمال وشرق سوريا مزكين خليل "قبل التحدث عن الأزمة السورية علينا ذكر التطورات والأحداث التي حدثت على مستوى الشرق الأوسط تحت مسمى الربيع العربي التي بدأت في تونس ومن ثم مصر وإلى ليبيا، هذه التطورات السياسية جلبت معها أمل للشعوب الباحثة عن الديمقراطية والحرية، إلا أنه لم يثمر في كافة مناطق الشرق الأوسط، ففي سوريا في بداية عام 2011 انطلقت الثورة ولكن بعد التدخلات الخارجية تحولت هذه الثورة في سوريا إلى أزمة".

وأوضحت بأن الشعب الكردي أيضاً تأثر بالربيع العربي الذي تم تسميته من قبل القائد عبد الله أوجلان بربيع الشعوب "لأن الشعب الكردي كان خاضع للتدريبات ومجهزاً للبدء بالثورة وصاحب مشروع، انطلقت ثورة 19 تموز عام 2012 تلك الثورة التي أصبحت المصدر الوحيد لتحرير الشعوب المنطقة، وبدأت بتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية واستمراريته إلى هذا اليوم يعد انتصار كبير بالنسبة لأهالي المنطقة".

وقالت إنه "في الشرق الأوسط الشعب الكردي ليس أولى الشعوب المطالبة بالحرية يوجد عبر التاريخ الكثير من الشعوب الذين خرجوا وطالبوا بالحرية والمساواة والديمقراطية بوجه الأنظمة الرأسمالية والسلطوية والفاشية ويوجد أمثلة على ذلك في العراق وفي أفغانستان وغيرها ولكنهم لم يحرزوا التغيرات الجذرية ليطبقوا الديمقراطية، ولكن ثورة الشعب الكردي في روج آفا أحرزت مكتسبات عدة وكانت من أهم منجزات ثورة التاسع عشر من تموز هي احتضان كافة الشعوب والمكونات في شمال وشرق سوريا وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية".

 

"بحوار سوري ـ سوري ستحل الأزمة السورية"

وعن تدخل القوى الخارجية في سوريا ودورهم في زيادة تعقيد هذه الأزمة بينت أنه "بحجة إيجاد الحل للأزمة السورية كانت هنالك العديد من التدخلات الخارجية في هذه الأزمة، ولكن بعد 12 عام من الأزمة نرى بأن هذه الدول التي تدخلت في سوريا عمقت الأزمة أكثر على عكس إيجاد الحل، لأن الدول التي تدخلت في الأزمة هي دول سلطوية ورأسمالية ولأنهم لا يردون إيجاد حل للشعب السوري لم يهدفوا لحل الأزمة السورية ولكنهم استغلوها بحسب مصالح دولهم وسياستهم".

وأكدت بأنه لا يمكن إيجاد حل للأزمة السورية دون الأخذ بعين الاعتبار أراء كافة الشعب السوري "عقدوا العديد من الاجتماعات كأستانا وسوتشي وجنيف لحل العراقيل في سوريا ولكن دون مشاركة الشعب السوري وبشكل خاص أصحاب مشروع الأمة الديمقراطية في هذه الاجتماعات فكيف سيتمكنون من إيجاد الحل، فمشروع الإدارة الذاتية سيكون الحل الأمثل للأزمة السورية ولأنهم متأكدين من ذلك يتهموا الإدارة بأنها انفصالية وتهدف لتقسيم سوريا ولم تستطيع المشاركة في هذه النقاشات، ولكن العالم يعلم بأن الإدارة الذاتية جزء من الأراضي السورية وتهدف لإيجاد حل للأزمة وبناء سوريا حرة لامركزية".

وأشارت إلى أن الاحتجاجات الشعبية في السويداء الهادفة بالحرية والديمقراطية هي استمرار لثورة 19 تموز "منذ منتصف أب الماضي بدأ الحراك الشعبي في السويداء من قبل الشعب الدرزي صاحب ثقافة وتاريخ عريق وأيضاً من حيث الثقافة هنالك تقارب بين الشعب الدرزي والشعب الكردي هذا ما يجعلهما يتضامناً معاً، فموقفهم واعتصامهم بوجه الظلم والسلطوية خطوة هامة بالنسبة لكل سوريا ونحن باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية نحي ونتضامن مع احتجاجاتهم المطالبة بالحرية".

وأوضحت أن أهالي السويداء خلال اعتصاماتهم طالبوا بتطبيق نظام الإدارة الذاتية في مناطقهم أيضاً "الشعوب في سوريا تجد الحل للأزمة بشكل عام هو مشروع الأمة الديمقراطية والمطالبات التي تظهر في السويداء بتطبيق المشروع ذاته في منطقتهم يثبت ذلك، والشعارات الهادفة للحرية والمساواة بين كافة المكونات والشعوب في سوريا وبأن الطوائف والشعوب والمكونات في سوريا شعباً واحداً".

وترى مزكين خليل أن الوضع في السويداء هو استمرار لنضال الشعوب في ثورة التاسع عشر من تموز من حيث لافتاتهم وشعاراتهم ومطالبهم وموقفهم حيال وحدة الأراضي السورية وبناء سوريا تعددية ولامركزية.

لعبت المرأة بمشاركتها الواسعة في احتجاجات السويداء دوراً هاماً بمطالبتهن بحريتهن متأثرات بنضال ومقاومة المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا وأثبتن ذلك للعالم برفعهن اللافتات التي كتبت عليها "دماء هفرين خلف تزهر في السويداء، إلى عفرين المحتلة كل زيتونة ستجلب عفرينياً ومحال أن ينتهي الزيتون، المقاومة حياة حرة".

وأوضحت بأن خروج المرأة في السويداء للساحات ومطالبتهن بالحرية، هو نتيجة تأثرهن بنضال وثورة المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا "بالنسبة لنا يعتبر تأثير ثورتنا على النساء في السويداء خطوة هامة لكي نستمر بذات النضال والمقاومة للمحافظة على مكتسبات ثورتنا، بأنهن خرجن للساحات والاعتصام لكي تحققن الحرية والمساواة على مبدأ الأمة الديمقراطية وفلسفة حرية المرأة".

وفي ختام حديثها قالت نائبة المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية في إقليم الفرات في شمال وشرق سوريا مزكين خليل "هدف ومبادئ أهالي السويداء هي ذاتها لأهالي عفرين لذلك حملوا لافتات تتضامن مع أهالي عفرين المحتلة، لذلك يجب علينا نحن كشعب سوري ونساء في سوريا الاستمرار بالنضال والمقاومة بوجه الأنظمة الحاكمة والسلطوية لكي نبني معاً سوريا ديمقراطية لامركزية تعددية تحتض كافة شعوبها ومكوناتها بشكل عادل".