'الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي'
ترى الناشطة السياسية خديجة الراجي أن هناك عوائق متعددة ومتنوعة تواجه النساء خلال عملهن السياسي مرتبطة بالمجتمع والأحزاب وبسيادة العقلية الذكورية فيهما، وانتشار أفكار تروج بأن النساء لا تصلحن للسياسة.
حنان حارت
المغرب ـ للناشطة السياسية المغربية خديجة الراجي باعٍ طويل في العمل السياسي، تمكنت خلالها من التغلب على العقلية الذكورية التي تحد من عمل النساء في السياسة.
حول الصعوبات التي واجهت مسارها السياسي الذي يقارب النصف قرن تقول الناشطة السياسية خديجة الراجي إن هناك عوائق متعددة ومتنوعة تواجه النساء خلال عملهن السياسي مرتبطة بالمجتمع وبسيادة العقلية الذكورية فيه إلى حد كبير، لافتةً إلى أن هذه العقلية متواجدة كذلك في الهيئات السياسية "أعداد النساء في البرلمان والحكومة قليل، وهذا يعطي انطباعاً بعدم الثقة بقدراتهن، وأن الأحزاب لا تسخر الإمكانات والسياسات التي تمكنهن من الوصول إلى مناصب قيادية."
وأضافت "كثيراً ما يقال إن النساء لا تصلحن للسياسة وأنهن تزاحمن الرجال، وهناك صراعاً متواجداً في مجتمعاتنا بصفة عامة؛ وهو نتيجة تربية خاطئة قائمة على تقديس الرجل."
ولفتت إلى أن المغربيات ناضلنا جنباً إلى جنب مع الرجال، وحملن السلاح ضد الاستعمار، وأظهرن قدراتهن على الصمود في المواجهة والتصدي لكل أشكال القمع التي شهدتها البلاد منذ فرض الحماية وإلى حين الحصول على الاستقلال "رغم كل تلك النضالات عادت النساء إلى البيوت وبقي الرجال هم الذين يمارسون السياسة، وهو ما أدى إلى خلق الصورة النمطية لعمل المرأة في السياسة، فغالباً ما تتم محاربة النساء من داخل الحزب، ولا يتم إنصافهن."
وأشارت إلى أنه بالرغم من تواجد النساء في جميع المحطات، إلا أنه عندما تأتي محطة التمثيلية الانتخابية يتم تغييبهن، والتآمر عليهن من أجل دفعهن إلى الانسحاب أو التراجع للخلف.
وحول تجربتها الشخصية تقول "خلال الانتخابات الجماعية لعام 2002، كنت في اللائحة الثانية وفوجئت بأحد الزملاء يضرب الطاولة علي بقوة صارخاً في وجهي أنه علي التنازل عن التربة الثانية".
وعن كيفية تمكنها من فرض نفسها داخل حزبها أكدت أنه "على المستوى الشخصي بطبيعة الحال كنت متواجدة دائماً أطرح اقتراحاتي في الاجتماعات وأدافع عنها وأواجه كل المتصارعين معي في الميدان، إذ كنت لا أتراجع نهائياً ولا أحبط، بل كنت واثقة من خطواتي وبأني قادرة على إثبات الذات بالتواجد الدائم في الساحة السياسية".
وأشارت إلى أنها منذ حوالي نصف قرن تمارس السياسة "بدأت عملي السياسي عام 1975، لقد مررت بعدة تجارب طبعت وأثرت بقوة في مساري، فقد كنت عضوة الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات على الصعيد الوطني ومارست العمل الجماعي ما بين عامي 1997 و2005 في جماعة مرس السلطان وحققت حينها إنجازات كبيرة ومهمة، كما كنت عضوة في مجلس المدينة خلال تلك الفترة لولايتين".
وحول كيفية تجاوز تلك العراقيل والتحديات التي تعيق التمكين السياسي للمرأة في المجتمع المغربي، وتحد من مشاركتها في الحياة العامة ومراكز القرار، قالت "إن المغرب لا زال في مرحلة التأسيس لمسيرة نسوية، فالتشريعات القانونية لا تكفي لتمكين المرأة، إذ لا بد من وجود سياسات اجتماعية واقتصادية وثقافية تضع الإصبع على مكامن الخلل في المجتمع، للحد من الأفكار الذكورية التي تجعل من المرأة مواطنة من الدرجة الثانية، مقصية من التمثيل الحقيقي والمشاركة الفعلية، بسبب عدم ثقة المجتمع والأحزاب وصناع القرار بكفاءتها ومؤهلاتها لتولي مناصب القيادة".
وفي ختام حديثها أكدت على ضرورة تشجيع النساء من أجل ممارسة السياسة، وهو ما يتطلب تبني قوانين حقيقية تعزز المساواة الحقيقة في المجتمع وبناء الديمقراطية من أجل عدالة اجتماعية لأنه أساس تطور أي مجتمع.