أفين محمد أمين: الانتخابات المبكرة لن تحل مشاكل العراق

ما يمر به العراق اليوم هو نتيجة تراكم الأزمات عبر التاريخ، حيث يشهد الشارع العراقي انقسامات ومظاهرات جراء تصاعد الأزمة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، وسط مخاوف من انزلاق المشهد إلى مزيد من التعقيد.

شنيار بايز

السليمانية ـ أدت التغيرات السياسية في العراق والتوترات التي حصلت في الآونة الأخيرة إلى تعقيد الأوضاع في البلاد، حيث أصبح المستقبل السياسي غير واضح ولا يمكن التنبؤ به.

في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، أجريت الانتخابات النيابية المبكرة في العراق، لانتخاب ممثلين عن الأحزاب السياسية في البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس الحكومة من أجل تحسين الأوضاع في العراق على كافة الأصعدة، وتهدئة الاحتجاجات الشعبية ضد السياسيين، ولكن كانت النتائج معاكسة. 

وعقب قرار مقتدى الصدر بسحب نوابه من البرلمان في حزيران/يونيو الماضي، بسبب رفض خصومه في الإطار التنسيقي طلبه تسمية رئيس الحكومة وتشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، نزل أنصاره إلى الشوارع وسيطروا على مجلس النواب العراقي، واشتعل فتيل الاحتجاجات مرة أخرى في البلاد.

 

"العراق يحكمه عدة ديكتاتوريين"

أوضحت رئيسة منظمة أوس بغداد، أفين محمد أمين، أن "الوضع في العراق قد تأزم منذ القدم عندما توسعت نفوذ الدولة العثمانية بعد معركة جالديران عام 1514 التي انتصروا فيها العثمانيون، وسيطروا على العراق وقسموها إلى أجزاء مختلفة، وبعد سقوط نظام البعث في البلاد زُعم أن الوضع سيصبح أكثر ديمقراطياً حيث يتم اختيار تشكيلة الحكومة بناءً على رأي الشعب، ولكن على عكس ذلك بدلاً من دكتاتور واحد يحكم البلاد أصبح هناك العديد من الديكتاتوريين".

 

"تثبت سياسة الصدر أنه يعمل من أجل سياسة الدولة التركية"

ونال مقتدى الصدر خلال الانتخابات 73 مقعداً ليصبح الكتلة الأكبر تمثيلاً في البرلمان، وعن ذلك تقول "الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة ليست نتائج طبيعية، فقد فاز التيار الصدري بأكبر عدد من المقاعد، ولأن مقتدى الصدر لا ينتمي لإيران، فهم لم يقبلوا رئيس الوزراء والسلطة تحت سيطرة التيار الصدري القرار الذي دفع مقتدى الصدر بسحب نوابه من البرلمان".

وأشارت إلى أن "في حين أن تأثير الدولة التركية على المناطق كان واضحاً منذ سنوات عديدة وهناك العديد من الأسباب لإثبات أن التيار الصدري ينفذ سياساته تحت تأثير الدولة التركية، إلا أن الحزب ينفي ذلك ويصف نفسه بأنه مواطن عراقي أصلي".

 

"الانتخابات المبكرة لن تحل الوضع"

ونوهت إلى أنه "الانتخابات المبكرة لن تحل الوضع، بل يجب إشراك أحزاب وأفراد جديدة لاتباع سياسة مختلفة تعالج الوضع في البلاد".

وأوضحت أن "الكرد يعانون دائماً في أي موقف حتى يكون لهم حكمهم الخاص، لأن كل السياسيين يقاتلون في المناطق الكردية لذلك سيلحق الضرر بالشعب الكردي".

 

"يجب على الشعب توحيد صوته من خلال الانتخابات"

وفي ختام حديثها سلطت أفين محمد أمين الضوء على وحدة الأحزاب الكردية "إذا توقف السياسيون عن ممارسة مصالحهم الشخصية فيمكن للكرد الاستفادة من هذه الفرصة لحل القضية الكردية".

وعن موقف الكرد حيال الانتخابات تقول "ليس على الكرد فقط مقاطعة الانتخابات، بل يجب على العراقيين أيضاً مقاطعتها لأنها لم تكن متوافقة مع إرادة الشعب، بل حسب قوة وإرادة الأحزاب في البلاد".