بلا مراكز طبية وعيادات متنقلة... مريضات تواجهن الأسوأ في المخيمات

تعاني أكثر من 87% من المخيمات من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة.

هديل العمر

إدلب ـ تواجه المريضات في مخيمات إدلب صعوبة في الوصول إلى الخدمات الطبية سواءً الحالات الباردة أو الإسعافية الطارئة، جراء غياب المراكز الطبية والعيادات المتنقلة عن أغلب المخيمات العشوائية وصعوبة الوصول إلى طرق العلاج السريعة في المدن البعيدة.

فقدت سهام عليو (28) عاماً جنينها جراء تأخر وصولها إلى المشفى في الوقت المناسب، حيث تعرضت لآلام المخاض بعد منتصف الليل، واضطرت لتحمل الألم حتى الصباح ريثما تتوفر إحدى وسائل النقل، لتصل متأخرة، ليفارق جنينها الحياة.

تقول متأثرة لما مرت به من أوضاع وصفتها بـ "المأساوية" أنها تعيش في مخيم نائي يخلو من أدنى مقومات الحياة "منذ عيشنا في مخيمات قاح شمال إدلب نشعر أننا منفيين بلا حقوق أو حياة، ومع دخول نزوحنا عامه الخامس إلا أنه لم يطرأ أي تحسن على أحوالنا هنا".

وأوضحت أن تأخر وصولها إلى المشفى كان السبب في إصابتها بالنزف الشديد ووفاة الجنين قبل أن تقر عينها برؤيته، حيث لم يتمكن زوجها من الحصول على وسيلة نقل رغم محاولاته العديدة، كما لم يكن هناك سبيل للوصول لأي سيارة إسعاف في المنطقة رغم محاولة الاتصال بأكثر من جهة لبعد المكان ووعورة طرقه.

لم تكن ظروف مروة الحاج حسين (52) عاماً إحدى المصابات بأمراض الضغط والسكري المزمنة بأحسن حالاً، حيث تسبب تأخر حصولها على العلاج المناسب لفقدانها البصر بإحدى عينيها بعد نوبة ارتفاع مفاجئ لمستوى السكر في الدم.

تقول أنها تواجه مخاطر جمة داخل المخيم الذي تقيم فيه على أطراف جبال كللي "نحن المريضات في المخيم عرضة مستمرة للمضاعفات التي لا تحمد عقباها، ليست مشكلتنا النزوح والتشرد والفقر وانعدام الأمان وحسب بل مأساة انعدام الرعاية الصحية في المخيم أيضاً والتي تعد مسألة حياة أو موت".

من جانبها أوضحت مسؤولة الرعاية الصحية الأولية في مشفى الرحمة بإدلب لينا زرزور (41) عاماً أن بعد المخيمات عن الخدمات الطبية من أكبر التحديات التي تواجه النازحات المريضات هناك.

وعزت ذلك لبعد المخيمات واتساعها وطالبت المنظمات الطبية العاملة في المنطقة على توفير عيادات متنقلة كحل وحيد عبر الشراكات والعمل الدؤوب مصحوباً بإنشاء برامج وخدمات الصحة العامة لمنع حالات تفشي الأمراض ومضاعفاتها.

وشددت على أهمية توفير الخدمات في حالات الطوارئ، بما فيها الأنشطة الصحية الوقائية وأنشطة ترصد الأمراض والرعاية العلاجية مع التركيز على المستوى الإسعافي، منعاً لأي مضاعفات محتملة، خاصة وأن هناك الكثير من الحالات المرضية التي لا تحتمل التأجيل كمضاعفات الحمل والولادة والأمراض المزمنة والتسمم والكسور وغيرها من الحالات.

وأشارت إلى إن ضمان الوصول لخدمات الصحة وتحديد الاحتياجات المنقذة للحياة هو أحد عناصر الاستجابة الشاملة في حالات الطوارئ التي يجب أن يتم التركيز والعمل عليها، ما يشكل وقاية تلقائية من الارتفاع المفرط لحالات الوفيات والأمراض والحد منها. 

ويعاني القطاع الصحي في إدلب من توقف الدعم الأممي عن معظم المراكز والمشافي والنقاط الطبية، ما يؤثر على أكثر من 5.1 مليون مدني يعيشون في الشمال السوري، ويزيد من صعوبات الحياة، لا سيما على قاطني المخيمات ذات البنية التحتية الهشة، والكثافة السكانية العالية التي تزيد من انتشار الأمراض والأوبئة.