أكتوبر الوردي... حملة توعوية تجوب مناطق إقليم شمال وشرق سوريا
تُعد حملة التوعية بسرطان الثدي التي انطلقت في إقليم شمال وشرق سوريا خطوة حيوية لحماية النساء، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها الأزمة، بهدف ترسيخ ثقافة الكشف المبكر والتمكين من الوقاية الذاتية، بما يضمن حياة أكثر أماناً واستقراراً.

زينب عيسى
قامشلو ـ تزامناً مع شهر التوعية بسرطان الثدي، أطلقت هيئة الصحة بالتعاون مع الهلال الأحمر الكردي ووقف المرأة الحرة في سوريا، حملة توعوية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، تركزت على توزيع منشورات تثقيفية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الكشف المبكر والوقاية.
تهدف حملة التوعية التي أطلقتها هيئة الصحة بالتعاون مع الهلال الأحمر الكردي ووقف المرأة الحرة في سوريا، في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، إلى تعزيز وعي النساء بأهمية الكشف المبكر والمتابعة المنتظمة لسرطان الثدي، ولتحقيق ذلك يتم تنظيم ندوات تثقيفية، وفحوصات طبية مجانية، بهدف تقليل خطر الإصابة وزيادة فرص العلاج المبكر، بما يضمن صحة أفضل وحياة أكثر أماناً للنساء.
تحدثت كولي جعفر، عضوة مكتب المرأة في هيئة الصحة بمدينة قامشلو، عن حملة الكشف المبكر لسرطان الثدي في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، مستعرضةً أهداف الحملة وأنشطتها التوعوية الموجهة للنساء.
وأشارت إلى أن الحملة تُنفذ وفق خطة تشمل مجموعة واسعة من الأنشطة التوعوية، وفي نسخة هذا العام اتخذت الحملة طابعاً أكثر شمولاً، مع فعاليات يومية متنوعة منها ندوة موسعة أُقيمت بمدينة قامشلو في 13 تشرين الأول، تلتها أنشطة في ديريك والحسكة في 15 من الشهر نفسه، كما شاركت المؤسسات المعنية بتنظيم فعاليات خاصة بها، من بينها زيارات لمستشفى سرطان الثدي ولقاءات مباشرة مع المرضى، في إطار جهود متكاملة لنشر الوعي وتعزيز الصحة النسائية.
وفي سياق أن الحملة تهدف إلى تعزيز الوقاية الصحية وتمكين النساء من حماية أنفسهن عبر التوعية والتشخيص المبكر، أكدت كولي جعفر، أن الحملة تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من 14 عاماً نتيجة الحرب، والتي خلّفت آثاراً نفسية واقتصادية عميقة على المجتمع، وأسهمت في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مزمنة، من بينها سرطان الثدي.
ولإيصال المعلومات الطبية الدقيقة للنساء وتشجيعهن على إجراء الفحوصات الدورية، شملت الحملة لهذا العام ندوات توعوية داخل المجتمعات المحلية، بمشاركة أطباء مختصين في سرطان الثدي، بحسب كولي جعفر، لافتةً إلى أن تغير نمط الحياة والبيئة أدى إلى ظهور المرض لدى فئات عمرية أصغر، بما في ذلك النساء دون سن الأربعين، مما يستدعي تكثيف الجهود الوقائية.
وبيّنت أن "الهدف الأساسي منها هو تمكين النساء من اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتهن، وجعل التوعية الصحية جزءاً من الثقافة المجتمعية، في مواجهة التحديات الصحية المتزايدة في المنطقة".
ولا تقتصر الحملة على الأنشطة السابقة فقط بل تتضمن توزيع منشورات تثقيفية تحتوي على إرشادات وصور توضيحية حول طرق الوقاية إلى جانب معلومات حول إمكانية إجراء الفحوصات المجانية "النساء في المنطقة كنّ محرومات سابقاً من خدمات الكشف المبكر، التي كانت متوفرة فقط في العاصمة دمشق، إلا أن افتتاح مستشفى متخصص من قبل الهلال الأحمر الكردي غيّر هذا الواقع، حيث بات بإمكان النساء إجراء الفحوصات دون مقابل".
وفي ختام حديثها، أوصت النساء بالخضوع لفحص دوري كل ستة أشهر، مع التركيز على أهمية الاستفادة من خدمات الكشف خلال شهر التوعية، باعتباره فرصة لتعزيز الوقاية والحد من انتشار المرض في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.