أبرز الفوائد الصحية للطحالب البحرية... باحثات تعرفن بها
للطحالب البحرية العديد من الفوائد الصحية منها تقوية جهاز المناعة وتنظيم الهضم ومكافحة الالتهابات والتقليص من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، كما تدعم صحة البشرة والأظافر والشعر.
رجاء خيرات
المغرب ـ أطلقت باحثات مغربيات مشروعاً لتقاسم خبراتهن العلمية، التي تزيد عن 15 سنة في مجال فوائد وأهمية الطحالب البحرية، مع نساء أخريات هن باحثات وطالبات وربات بيوت.
قررت عضوات تعاونية "الطحالب الذكية" من باحثات ومتخصصات في مجالات علمية مختلفة، إطلاق حملة توعوية تستهدف النساء من مختلف الشرائح والتكوينات للتعرف على الفوائد الغذائية للطحالب البحرية وتأثيرها على الصحة والقيمة الغذائية الهائلة التي توفرها كالفيتامينات والبروتينات والألياف واليود، مؤكدات على أهمية استهلاكها وإدخالها في الأطباق المغربية كمكملات غذائية.
وقالت مسيرة تعاونية "الطحالب الذكية" غزلان عواد إن التعاونية مكونة من باحثات ومختصات في عدة مجالات علمية من أهمها علم الطحالب خاصة البحرية منها والمياه والبيئة والكيمياء وغيرها من التخصصات، وقد أردن اقتسام خبراتهن العلمية والميدانية مع نساء أخريات، من خلال هذا المشروع الذي يهدف لتعزيز استعمال منتوج محلي مغربي مخصص للاستهلاك اليومي.
وأضافت أن الأسواق المغربية يكثر فيها هذا النوع من الطحالب، لكن 90% منها مستوردة، وهو ما دفعهن للتفكير في إنتاج طحالب محلية يتم جمعها من مناطق سبق وأن أجريت عليها أبحاث من قبل باحثات مغربيات متخصصات في علم الطحالب وعضوات من التعاونية، منذ ما يقارب عشرين عام، وذلك للتأكد من أن المنطقة غير ملوثة.
وعن الهدف من المشروع الذي أطلقته التعاونية قالت إن إدخال الطحالب البحرية في الأطباق المغربية، حيث بدأ فريق التعاونية يعمل على التعريف بفوائد الطحالب البحرية على الصحة كمرحلة أولى، خاصة أن استهلاك هذه المكملات الغذائية ثقافة جديدة على المجتمع المغربي.
ومن أجل توعية الناس بأهمية وفوائد هذه الطحالب، قررت عضوات التعاونية تدريب مجموعات نسوية على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعين من خلالها النساء في مدينة مراكش للانخراط من أجل التعرف على أهمية الطحالب، في انتظار تعميم التجربة وتقاسمها مع نساء أخريات من مختلف المدن المغربية.
ولفتت غزلان عواد إلى أن المغرب تحيط به بحار غنية بالطحالب البحرية، حيث تمتد شواطئه إلى 3500 كيلو متر تقريباً موزعة بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، تضم ما يزيد عن 550 نوع من الطحالب منها الخضراء والحمراء والبنية، من بينها أكثر من عشرين صنف يمكن استخدامها في مجال التغذية والتجميل.
وبينت أن البرنامج الذي تم إعداده ستكون المرحلة الأولى منه التوعية والتعريف بأهمية الطحالب البحرية، وفي المرحلة الثانية سيتم عرض وصفات لأطباق مغربية مكونة من الطحالب ودعوة المغربيات لتجربتها، ثم كمرحلة أخيرة سيتم تسويق المنتوجات بطريقة تحافظ على الثقة بين المنتج/ة والمستهلك/ة.
ولفتت إلى أن مرحلة التوعية شارفت على الانتهاء، وأن الباحثة الأكاديمية كانت ملزمة بتقديم كافة الشروحات بلغة بسيطة بعيدة عن المصطلحات العلمية المعقدة حتى يتسنى للنساء بمختلف مستوياتهن التعليمية فهم واستيعاب أهمية الطحالب البحرية وفوائدها الغذائية.
وأكدت أن فريق العمل داخل التعاونية نجح في إعداد برنامج متنوع الفقرات بوصفات مغربية مئة بالمئة، خاصة وأن الطحالب البحرية هي ثقافة آسيوية، وهو ما دفع عضوات التعاونية إلى إدخال هذه الطحالب في الخبز والمعجنات وأنواع السلطات وغيرها من الأطباق المغربية، خاصة بالنسبة للأطفال، حيث يتميز مذاق هذه الأطباق بنكهة فواكه البحر.
وعن أهمية هذه الطحالب لفتت غزلان عواد إلى أنها غنية بالأملاح المعدنية والبروتينات والفيتامينات والألياف الغذائية واليود، حيث تعاني العديد من النساء نقص كمية اليود في أجسادهن، مما يتسبب في اختلالات وظيفية في الغدة الدرقية، كما أنها مفيدة لصحة الأطفال الذين لا يفضلون استهلاك الأسماك، حيث يمكن أضافتها كمكملات غذائية لعدد من الأطباق المغربية التقليدية، خاصة تلك التي تتماشى مع نكهة السمك.
ومن بين الفوائد الصحية الأخرى، أكدت أنها تقوي جهاز المناعة وتساعد في تنظيم الهضم، كما تساعد في مكافحة الالتهابات وتقلص من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، كما تدعم صحة البشرة والأظافر والشعر.
ولفتت غزلان عواد إلى أن الحملة مستمرة من أجل التعريف والتوعية بأهمية الطحالب البحرية، كما أن التعاونية تعتزم تنظيم حملات أخرى في أوساط الطلاب/ات بالمؤسسات التعليمية.
وعن مراحل تهيئ هذه الطحالب، بينت أن فريقاً داخل التعاونية يتكلف باستخراج هذه الطحالب بمختلف أنواعها من البحر، ثم يتم تجفيفها في مختبرات خاصة، قبل أن تعبأ داخل زجاجات وأكياس، إما على شكل بودرة أو أوراق مجففة، تستعمل كمكملات غذائية مفيدة للصحة، وتحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والأملاح والبروتينات وغيرها.