رانيا عبد الله

اليمن ـ . 

 

انتصار للطموح 

تحديات كبيرة مازالت تعيق رياضة المرأة في اليمن، على الرغم من التطور الذي وصل إليه العالم، ليضع المرأة اليمنية أمام مواجهة مع مجتمع غير متقبل لفكرة ممارستها الألعاب الرياضية بمختلف أنواعها، إلا أن سهام عامر البالغة من العمر 24 عاماً، تحدت الثقافة الذكورية التي تمنع وتعيب ممارسة الفتاة لأي نوع من أنواع الرياضة، وانتصرت على العادات والتقاليد التي وقفت أمام طموحها حتى حققت العديد من النجاحات في بطولات عربية ودولية، وحازت على العديد من الجوائز والأحزمة التي تفردت بها.

تقول سهام عامر لوكالتنا أنها بدأت ممارسة الرياضة في سن مبكرة "دخلت وأنا في السادسة من عمري مجال رياضة الألعاب القتالية، حيث بدأت بالتدريب على لعبة الكاراتيه، ثم الكونغ فو، وكيك بوكسينغ، والموياي تاي، والحماية والقتال الوقائي، أول بطولة شاركت فيها كانت في العام 2006 في بطولة الجمهورية للفتيات وأحرزت فيها الميدالية الذهبية لتكون أولى ثمار جهودي".

 

ميداليات وأحزمة 

وعن أبرز إنجازاتها المحلية والخارجية، أوضحت أنها حصلت على خمسة أحزمة سوداء في عدة ألعاب قتالية، لافتةً إلى أن أول بطولة لها برياضة الكيك بوكسنيغ والموياي تاي كانت في بطولة الأندية العربية الثامنة للكيك بوكسنيغ عام 2017، وحصلت حينها على الميدالية الذهبية والفضية.

ورغم الحرب في اليمن وتوقف الحياة الرياضية عموماً، لم تستسلم سهام عامر فقد تمكنت في العام الرابع من بدء الحرب من السفر إلى خارج اليمن والمشاركة في بطولة الملاكمة العالمية التي أقيمت في بيلاروسيا لتحصل على الميدالية الذهبية بعد حصدها المركز الأول من بين 23 دولة شاركت في البطولة عام 2017، كما حصلت على ميدالية ذهبية في بطولة الأندية العربية الثالثة الموياي تاي عام 2018 في الأردن، كما توجت بالميدالية الذهبية والبرونزية في بطولة الأندية الدولية واكو عام 2019، والميدالية البرونزية في بطولة شادو فايت الأول في عمان عام 2020. 

 

ليست حكراً على الرجال

لم تكتفي سهام عامر بحصد تلك الميداليات والأحزمة، فبعد أن كانت الفنون القتالية حكراً على الرجال، ورغم القيود المفروضة على النساء، إلا أنها استطاعت أن تصبح أول مدربة في الألعاب القتالية وعدد من الألعاب الرياضية في الأكاديمية الدولية بمدينة صنعاء وسط اليمن، ودربت أكثر من 170 فتاة وامرأة على الألعاب القتالية والألعاب الرياضة الأخرى، متجاوزة كل العوائق التي وقفت بوجهها.

وأشارت إلى أن والدتها كانت من بين الرافضين لخوضها غمار الألعاب القتالية في البداية "كان المجتمع أكبر عائق بالنسبة لي بسبب رفضهم فكرة أن تكون المرأة أو الفتاة مدربة رياضية أو لاعبة ألعاب قتالية، كانت أمي من بين الرافضين في بداية الأمر، لكنها اقتنعت بعد أن رأت أني قادرة على المواجهة وأحب المجال الذي اخترته ونجحت نجاح منقطع النظير".

وعن سبب اختيارها رياضة الكيك بوكسينغ دون غيرها تقول "اخترت الكيك بوكسينغ لأنها تجمع كل الألعاب القتالية، وكنت أول يمنية تلعبها، واستطعت أن أكون واحدة من النساء اليمنيات اللواتي تمارسن رياضة الملاكمة، على الرغم من القيود الاجتماعية".

ولا تعد اللاعبة سهام عامر الوحيدة التي واجهت الصعوبات في مجتمع محافظ، فالمتدربة لديها علياء علي البالغة من العمر 15 عاماً، أيضاً واجهت نظرة المجتمع السلبية التي تنظر إلى أن الرياضة مقتصرة على الرجال دون النساء بالإضافة إلى قلة الأندية الرياضية الخاصة بالنساء في البلاد، "التحقت بالأكاديمية الدولية لأتدرب مع الكابتن سهام، وشاركت ببطولة الشادو فايت، وتعلمت منها والإصرار على النجاح، ولدي شغف كبير للوصول إلى العالمية".