"نادي فارسات فلسطين" يجمع النساء ذوات الاحتياجات الخاصة

أكدت اللاعبات في "نادي فارسات فلسطين" أن الرياضة كانت سبب في تعزيز تواصلهن مع المجتمع وإدارة مشكلاتهن بشكل أفضل بعد إثبات ذاتهن ورفضهن التهميش.

رفيف اسليم

غزة ـ في عام 2015 تم الإعلان عن إطلاق أول نادي كرة سلة مخصص للفتيات والنساء ذوات الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة تحت اسم "نادي فارسات فلسطين"، وفقاً لظروف خاصة تهيئ اللاعبات خوض مباريات متعددة والفوز في بطولات مختلفة، من منطلق أن الرياضة هي حق مكفول للجميع.

قالت سها عياد إحدى عضوات الفريق، إنه على الرغم من نظرة المجتمع السيئة تجاه ممارسة الرياضة للنساء بشكل عام وذوات الإعاقة بشكل خاص، إلا أنها استطاعت الالتحاق بنادي الفارسات كونها تؤمن بأهمية ما تفعله من أجل صحتها الجسدية والنفسية، محققة العديد من الأهداف التي أحرزت إثرها مداليات وتكريمات مختلفة على مستوى فلسطين وقطاع غزة.

ولم تقتصر ممارستها لرياضة كرة السلة فقط، فبحسب ما تحدثت عنه سها عياد لوكالتنا فإنها خاضت عدة ماراثونات وربحتهم، كما أن حاولت لعب الكاراتيه، وتنس الطاولة، وطائرة جلوس، والدبكة على الكراسي، لتوصل للمجتمع والعالم رسالة مفادها أن النساء ذوات الاحتياجات الخاصة هن قادرات على صنع المستحيل إن رغبن بذلك من خلال العزيمة والإرادة القوية.

ونصحت النساء بأن لا تلتزم ذوات الاحتياجات الخاصة منازلهن كي لا تصبحن رهينات بالتالي تتأثر صحتهن النفسية بالسلب، بل عليهن الاستمرار في التمارين التي تعطي قوة لليدين وعضلات الجسم، بحيث إذا تلقت إحداهن الضربة تستطيع الدفاع عن نفسها وردها وهي جالسة مكانها بفعل تمرينات القوى والكاراتيه والسلة، مشيرةً إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم أبطال لذلك ترغب بتجربة ألعاب جديدة مختلفة كالملاكمة.

 

 

بينما قالت اللاعبة رباب نوفل، بطلة منتخب فارسات فلسطين لألعاب القوى وكرة السلة على الكراسي المتحركة، إنها تمارس جميع أنواع الرياضة المناسبة لإعاقتها، لافتةً إلى أن هناك قواعد للعبة كرة السلة تبدأ بالهرولة ومن ثم الإحماء والتهديف والمباراة، بحيث يكون الفريق عضواته مقسمة إلى التمرير والتهديف لكسب النقاط والفوز في المباراة التي تستمر لدقائق من الحماس والتشجيع والفرح.

وبينت أن عضوات الفريق قبل النزول للمعلب تضعن خطة معينة لمواصلة اللعب، مشتكية من ضعف الإمكانيات التي قد تعيق تحسن أدائهن، فالكراسي على سبيل المثال ثقيلة مما يحدث خلال عملية الانتقال بسبب عدم صيانتها، إضافة إلى وعدم وجود مكان مخصص يجمع اللاعبات في صالة رياضية مخصصة والاعتماد على الاستضافات التي تقدمها الأندية لهن.

 

 

وأشارت هدى أبو عودة إلى أن تعاملهن في الفريق يمثل وكأنهن أسرة واحدة فقد جمعتهن الرياضة وأصبحن تمنحن بعضهن البعض الثقة بأنفسهن، مبينةً أن الرياضة كانت سبب في تعزيز تواصلهن مع المجتمع وإدارة مشكلاتهن بشكل أفضل بعد إثبات ذاتهن ورفضهن التهميش من قبل أفراد المجتمع وتوجيه النظر إليهن كعنصر فعال ومؤثر يستطيع تمثيل فلسطين في الأيام المقبلة.

وأضافت أن المعلب يمثل جزء مهم من حياتها فلا يمكنها الاستغناء عنه، فهو بمثابة تفريغ نفسي ومساحة آمنة لصحتها الجسدية أيضاً، موضحةً أن مجتمعنا هو مجتمع ذكوري فالنساء لا تأخذن حقهن خاصة ذوات الاحتياجات الخاصة كون هناك نظرة مسبقة أنهن غير قادرات على تحقيق الإنجاز لكنهن على العكس من ذلك فهن قادرات وتعملن باستمرار على تغيير نظرة المجتمع المعيق لأحلامهن.

 

 

سوسن الخليلي رئيسة مجلس إدارة "نادي فارسات فلسطين" للنساء ذوات الاحتياجات الخاصة، تقول إن النادي هو الأول الذي تم تخصيصه لرياضة النساء في قطاع غزة، حيث أن نوادي للشباب موجودة بكثرة كان من الواجب إيجاد نادي نسائي لأن الرياضة هي حق من حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، فتم إنشائه عام 2015 وتم ترخيصه من المجلس الأعلى للشباب والرياضة.

وأوضحت أنه يبلغ عدد عضوات نادي الفارسات اليوم ما يقارب 120 فتاة من ذوات الاحتياجات الخاصة المختلفة سواء سمعية أو بصرية أو حركية، يقدم النادي لهن مجموعة من الألعاب الرياضية وهي كرة السلة على الكراسي المتحركة، وألعاب القوى، وكرة الطائرة جلوس، وتنس الطاولة، مستدركة أن النادي يواجه مشكلات عدة وهي عدم وجود مقر والاستضافة داخل مقر الاتحاد العام للأشخاص ذو الإعاقة والتدريبات في صالة سعد صايل.

ولفتت إلى أن هناك دراسة لمدينة رياضية ترفيهية متكاملة تشمل مجموعة من الصالات الرياضية متعددة الأغراض، بالإضافة إلى المسبح والملاعب العشبية والمسرح الثقافي ومقر إداري وهذا ما تطمحن إلى تنفيذه خلال الأيام المقبلة، متمنية أن يتم تخصيص موازنة للنادي كي يتم الحصول على المعدات خاصة الكراسي الرياضية التي قدمت سابقاً من الصليب الأحمر لتصبح هالكة اليوم.

وعن أهمية الرياضة، بينت سوسن الخليلي أنها منافسة قادرة على تغير ثقافة المجتمع والقضاء على التمييز الممارس ضد الفتيات والنساء ذوات الاحتياجات الخاصة ليتم دمجهن في المجتمع بصورة لائقة، مشيرةً إلى أنه في بداية تأسيس النادي كان من الصعب استقطاب الفتيات كونهن ترتدين البذة الرياضية وتنزلن بها للمعلب، لصعوبة إقناع الأهالي بأن تصبح فتياتهن ضمن الفريق.

 

 

وشددت، أن الدمج المجتمعي مطلوب والإعاقة الحقيقة هي بيئة وسلوكية ومجتمعية، لكنها من خلال المبادرات والحملات من ضمنها مبادرة نحن نستطيع، استطاعت أن تجمع فتيات ذوات الاحتياجات الخاصة وأخرى بدون إعاقة حيث جلسن على الكراسي وخضن تجربة اللعب من خلالها لتحقيق عملية الدمج المناسبة التي تليق بهن، خاصة أنهن تمتلكن عقول نيرة تستطيع رسم الهدف والوصول إليه.