'الرياضة تجعل النساء أكثر قوة لتحمل الأعباء المختلفة'

أكدت النساء في قطاع غزة أنهن بالرغم من الضغوطات المجتمعية التي تحكمها العادات والتقاليد البالية ألا أنهن تمارسن أنواع مختلفة من الرياضات كالملاكمة وركوب الدرجات الهوائية.

رفيف اسليم

غزة ـ الرياضة حق للنساء ولهن حرية الاختيار في ممارستها أي كان نوعها، ففي السابق كن تخشين من نظرة المجتمع في ممارستهن لأنواع من الرياضة تعتبر للرجال فقط، أما اليوم أصبح هناك تقبل لوجود مثل هذه الرياضات مع انتشار الثقافة المجتمعية.

تخضع ممارسة الرياضة النسائية في قطاع غزة لعدد من الضوابط التي تحكمها عادات وتقاليد المجتمع، خاصةً في أنواع معينة منها كركوب الدراجات الهوائية، وممارسة اليوغا على الشاطئ والملاكمة وبعض ألعاب الفنون القتالية، التي قد يضطر الأهالي لمنع فتياتهن عن ممارستها عنوة ظناً منهم أنها لا تلائم أنوثتهن.

قالت علياء كساب، أن الرياضة مهمة للنساء وممارستها ليست مجرد رفاهية كما يظن البعض، بل هي حاجة ملحا في ظل كم الضغوطات التي تواجهها طوال اليوم سواءً في المنزل أو العمل، خاصةً أنها تقي جسدها من بعض أمراض العظام والأعصاب بالتالي تجنبها زيارة الطبيب لفترات طويلة، لافتةً إلى أن الرياضة تعطي النساء الثقة بالنفس وتجعلها أكثر قوة في تحمل الأعباء المختلفة.

ولفتت إلى أن لممارسة الرياضة الدور الأساسي في تعديل نمط الحياة السلبي التي تعيشه المرأة كالمشي والجلوس، مضيفةً أن المرأة في قطاع غزة إذا أرادات ركوب الدراجات الهوائية هناك مكان مغلق مخصص لذلك، بينما أن حاولت ركوبها على الكورنيش أو الطرق العامة فسيكون الوضع كارثي كونها تكسر قيود أحد التابوهات الاجتماعية المغلقة التي وضعت بها النساء منذ زمن.

وأكدت أن النساء والفتيات كلما جابهن بعض تلك التابوهات الاجتماعية واستعدن لفرض ما تردن سيتقبل المجتمع وجود تلك الأنواع من الرياضات في الأماكن العامة، مشيرةً إلى أنها واجهت العديد من الصعوبات في أقناع أسرتها لممارسة رياضة الملاكمة كون الصورة النمطية المطبوعة في أذهانهم أن هذه الرياضة للرجال فقط وقد تؤثر على أنوثة المرأة، لكنها استطاعت في النهاية من اقناعهم بممارستها.

 

 

وتقول رهف أبو ناجي يحق للنساء ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة كالمشي والركض، وكرة سلة وكرة الطائرة والقدم، طالما أنها تمارسها في قاعات مخصصة، أو في أماكن لا تشكل ضرراً على المجتمع الذي لا ينتهي من رمي سيل الانتقادات اللاذعة، لافتةً أن الرياضة تحافظ على صحة ولياقة الفتاة.

 

 

ومن جانبها قالت المدربة شيرين العيلة، إن المرأة بممارستها للرياضة تحافظ على صحة جسدها كسلامه عضلة القلب وليونة المفاصل، إلى جانب المحافظة على الكتلة العضلية التي تفقدها عام تلو الأخرى لتعوض ذلك بممارستها للرياضة، بالإضافة إلى محاربتها لعدة أمراض كالسكري والضغط والتخلص من الدهون، لافتةً إلى أن الرياضة يجب أن تصبح ثقافة عامة وأسلوب حياة.

ولفتت إلى أنه منذ فترة قصيرة انتشرت رياضة كمال الأجسام للسيدات، للحفاظ على الكتلة العضلية في الجسم من خلال حمل أوزان الحديد التي ليس من الشرط أن تكون كبيرة كما يشاع، بل هي تدريجية تقدر بحسب قدرة المرأة، مشيرةً إلى أنها سعيدة بظهور أنواع معينة من الرياضة باتت تمارسها الفتيات على الرغم من ضغوطات المجتمع ونظرته، كالملاكمة واليوغا وركوب الدرجات الهوائية.

وأضافت أن تقاليد المجتمع تحجم من قدرات النساء على ممارسة أنواع مختلفة من الرياضات وخاصةً في الأماكن العامة، مؤكدةً أنه في الماضي كانت العائلة تعتبر ممارسة الرياضة مؤذية للفتاة وأنوثتها، لذلك كان يتم منعها من الذهاب للصالات الرياضية التي باتت منتشرة بشكل واسع اليوم في قطاع غزة.

وفي ختام حديثها قالت المدربة شيرين العيلة أصبح اليوم هناك تقبل من المجتمع لوجود الصالات الرياضية وتقبل ارتيادها من قبل الفتيات للحفاظ على صحة المرأة مع انتشار الثقافة التي باتت تغزو المجتمع اليوم، لذلك "أدعو الفتيات والنساء بعدم ترك ممارسة الرياضية واتخاذها كنمط حياة يومي، ومحاولة تجربة أنواع مختلفة يتطلعون إليها دون الخوف من نظرة المجتمع وأحكامه المسبقة".