تمثال "المرأة الميسانية"
تمثال "المرأة الميسانية" أول تمثال ضخم عربياً يرمز للمرأة العراقية الريفية الكادحة وهي تواجه قسوة الحياة.
تمثال "المرأة الميسانية" المعروف شعبياً باسم "تسواهن" نصب في منطقة الماجدية مركز مدينة العمارة في ميسان جنوب العراق، يبلغ ارتفاعه 23 متراً ويعد أكبر تمثال في الوطن العربي.
يشير التمثال إلى المرأة الميسانية التي وقفت إلى جانب المقاتلين العراقيين في الحرب العراقية الإيرانية التي وقعت بين عامي (1980 و1989)، قام بإنشائه الفنان الراحل احمد البياتي في أواخر الثمانينات.
جسد التمثال امرأة ترفع حمامة السلام وعجلة التقدم بيدها اليسرى، ترتدي عباءة فضفاضة المعروفة لدى المرأة الجنوبية، وتضع على رأسها غطاء معروف باسم العمامة وفوقه تاج من سنابل القمح والشعير، كما تضع في يدها اليمنى بعض أوراق نبات "الكعيب" الذي ينمو في أهوار ميسان، واختار الفنان اللون البني للعمل لأنه لون الأرض والصحراء والقهوة العربية والخيول العراقية، وخصلة شعرها المنسدلة على كتفها الأيمن هي رمز للإلياذة السومرية القديمة حيث آلهة الحب والخصب والجمال (عشتار) انها تحمل مضامين الاهوار بكل مفرداتها ومعاناتها.
يتكون التمثال من أربعة أجزاء فضلاً عن القاعدة ويشكل مضلعاً من الخارج، كما يعد التمثال ثالث عمل في العالم وأول عمل في الوطن العربي ينفذ بطريقة اللحام البارد من حديد الزاوية ونفذ بطريقة فنية مبتكرة باستخدام حديد البليت بسمك 18 ملم.
صمم في ثمانينات القرن الماضي كرد فعل على امتهان المرأة التي تعرضت لأقسى الظروف بعد ان اثكلتها الحرب ورملتها ويتمتها، وقد بدأت تحت قسوة تلك الظروف تمتهن شتى المهن وتبتذل في بعض الاحيان، فصورت شامخة عملاقة تحمل ما تحمل من رموز الكبرياء.
كما اشيع أن التمثال يعود لأسطورة امرأة تدعى "تسواهن" وهي من أساطير حرب الثمانينات، التي تتحدث عن امرأة من أهل ريف العمارة، قاتلت الجنود الإيرانيين في منطقة شرق دجلة وقتلت بعضهم.
يمثل التمثال الصوت النسوي الذي ينطلق من اهوار العراق، وهو رسالة مفتوحة للأجيال لتقرأ بين سطورها النازفة سفر الإبداع العراقي ومعاناة المرأة في زمن الاضطهاد والقهر، فهو يكتنز بالمضامين العميقة للمعاني والدلالات الفنية، وهو كمعنى يمثل امتداد بين الماضي والحاضر على وفق منظور فني جديد.