سلوى أبو خضرا... أدوار متعددة كرستها لقضية شعبها وبنات جنسها

إحدى القياديات الأوائل للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، إنها سلوى أبو خضرا عضوة في المجلسين الوطني والمركزي، إلى جانب دورها في قيادة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.

مركز الأخبار ـ سلوى أبو خضرا عضوة مجلس إدارة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ومشاركة في تأسيس مجلس المرأة الفلسطينية، وعضوة في المجلس الأعلى الفلسطيني للثقافة والعلوم والتربية.

 

فلسطين شكلت البداية والنهاية لديها

بمسيرة وُصفت بالوطنية كرستها لخدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين المشروعة في الحرية والاستقلال، المناضلة الفلسطينية سلوى أبو خضرا، أمينة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ونائبة الأمين العام للاتحاد النسائي العربي العام، تركت بصمة بارزة في مجال تمكين المرأة الفلسطينية.

ولدت بمدينة يافا الفلسطينية عام 1929، اضطر والدها لإرسالها إلى دمشق خشية أن تصبح سبية بيد السلطات الإسرائيلية حين بدأت بوادر الحركة الصدامية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية على أثر نكبة عام 1948، حيث قالت في إحدى المقابلات "كان رأيي أن نبقى في يافا ونموت مع من يموت أو نحيا مع من يعيش، في هذه اللحظة حيث الطموح إلى النصر"، خلال تواجدها في دمشق عملت كمتطوعة في مركز حماية الأحداث، ثم عادت إلى يافا وتابعت تعليمها الثانوي في إحدى مدارسها، حصلت على شهادة في التربية من جامعة أكسفورد البريطانية بالإضافة لشهادة في الأدب الفرنسي من جامعة القديس يوسف بالعاصمة اللبنانية بيروت، ثم أدارت مركز التعليم الأساسي التابع للأونروا بغزة.

بدأت مسيرتها السياسية بمشاركتها في تأسيس مجلس المرأة الفلسطينية، كما شغلت منصب الأمين العام للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية قرابة 24 عاماً، وإلى جانب العديد من المناضلات اتخذت من الاتحاد مظلة لتوحيد طاقات المرأة من أجل زيادة مشاركتها في النضال الوطني من أجل نيل الحقوق الغير قابلة للتصرف منها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، إلى جانب إشراك النساء في الدفاع عن الحقوق السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية كحق المواطنة الكاملة للمرأة الفلسطينية، كما عملت على اعتماد سياسات وتشريعات تضمن حماية المرأة وإلغاء كافة أشكال التمييز ضدها، كما سعت لتمكين المرأة في العديد من المجالات وتعزيز مشاركتها في التنمية الشاملة وتمكين دورها في المجتمع ومراكز صنع القرار.

 

العديد من المناصب وجميعها لنصرة القضية الفلسطينية

سخرت سلوى أبو خضرا إمكانياتها الفكرية والعملية لخدمة قضية بلادها ولم تنسى أن النهوض بواقع المرأة الفلسطينية أحد سبل نيل الحرية والكرامة، لذلك ساهمت في محو أمية المرأة سواء الأبجدية أو القانونية وحتى الثقافية، ولتمكين النساء مهنياً أسست مشاريع إنتاجية ذات جدوى اقتصادية، إلى جانب زيادة مساهمة المرأة في عملية التنمية وتشجيعها على تنمية قدراتها العملية والمهنية واكتساب الخبرات والمهارات، وفي سبيل توفير التعليم لأبناء الجالية الفلسطينية في الكويت قامت بتأسيس مدرسة في ستينيات القرن الماضي، وكما قالت في إحدى اللقاءات معها إنها كانت ملتقى للسياسيين والنشطاء الفلسطينيين من جميع حركات العمل الوطني.

في ظل المناصب القيادية التي شغلتها سلوى أبو خضرا شاركت في العديد من المؤتمرات الوطنية والعربية والإقليمية والدولية ممثلةً فلسطين في القضايا السياسية والتعليمية والإنسانية وحقوق المرأة والطفل، وجسدت نموذجاً للمرأة القيادية ذات الإصرار والعزيمة واليقين بأن النصر حليف الشعوب المناضلة والمكافحة.

ترأست الوفد الفلسطيني في المؤتمر الثاني والثالث للمرأة التابع للأمم المتحدة، كما شاركت إلى جانب المناضلة الفلسطينية انتصار الوزير في مؤتمر الوحدة الأفريقية للنساء الذي عقد في الجزائر وقالت "هناك رفعنا العلم الفلسطيني لأول مرة".  

بعد مسيرة نضالية حافلة بالكفاح امتدت لعقود سعت خلالها لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه والعيش بكرامة واستقلال، وافتها المنية يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 في العاصمة الأردنية عمان، وقد نعاها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى جانب الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني.

لقد ساهمت سلوى أبو خضرا إلى جانب العديد من المناضلات في النهوض بالحركة النسائية الوطنية، لتشكل نموذجاً في العطاء والمبادرة والالتزام بالمشروع الوطني الفلسطيني، كما عُرفت بشراسة دفاعها عن حقوق المرأة والإنسان وبإيمانها العميق بدور النساء في تحقيق التحرر الاجتماعي والوطني.