رواية "رغبات ذاك الخريف"
ترصد تأزمات المجتمع العربي عموماً، والمجتمع العماني خصوصاً على مختلف المستويات في ظل الأنظمة التي حكمت.
للكاتبة والروائية الفلسطينية الأردنية ليلى الأطرش، والتي ولدت عام 1948 وتوفيت عام 2021، كرست كتاباتها للدفاع عن قضايا إنسانية واجتماعية، ورصدت معاناة المرأة العربية من خلال أعمالها، وترجمت روايتها وقصصها القصيرة إلى عدة لغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والكورية والألمانية والعبرية وتدرس بعضها في جامعات أردنية وعربية وفرنسية وأمريكية.
دعت كمحررة للموقع الإلكتروني "حوار القلم" إلى نبذ التطرف والعنف الاجتماعي والفكري، ونشر قيم التسامح والتعايش وعدم التمييز الجنسوي، وكسرت العديد من التابوهات بطرحها قضايا اجتماعية خلافية، كما عملت على تغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين بين كتاب العالم عبر الموقع الإلكتروني حوار القلم للتقارب بين الثقافات.
أسهمت في إطلاق مشروع "مكتبة الأسرة" في الأردن 2007 وكانت مسؤولة الإعلام والناطق الرسمي باسمه، كما حاضرت في جامعة شاتام في بنسلفانيا، ونورث وست في شيكاغو، ومانشستر البريطانية، وجامعة ليون الثانية الفرنسية.
"رغبات ذلك الخريق" رواية أدبية صدرت عام 2009، ترصد تأزمات المجتمع العربي عموماً والعماني خصوصاً على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، في ظل الأنظمة التي حكمت والأحداث التي وقعت كتدفق اللاجئين العراقيين إلى عمان، وظاهرة الغرباء والمستضعفين.
فألقت الضوء على أسر الفتيات الفلسطينيات وتغربهم عن الوطن ليعيشوا مأساة اللجوء، وما عانته تلك الأسر في متاهات الغربة، وتحطم أحلامهم على صخرة الواقع السياسي الذي خذلهم، فلم يبقى لهم أي أمل بالعودة إلى فلسطين الوطن والأمنية، بل ازداد تشردهم وابتعادهم عن وطنهم في غمرة الحياة ومصاعبها.
كما تتحدث عن القلق والتلاشي الذي أصبح سمة بارزة لدى الشباب، فأخذ بأفكارهم إلى الهروب للفضاء الإلكتروني ليصنعوا لأنفسهم حلماً متخيلاً عبر المحادثات، أو ترميهم أمالهم في أحضان الأحزاب المتطرفة، أو أن يجدوا ملجأ لهم في ترهات السحر والشعوذة.
حيث لامست أحلام شباب ضائعين في أوطانهم، يحلمون بتحقيق أماني بسيطة وأحلام متواضعة، فيهجرون الوطن على أمل أن يجدوا في بلاد الغربة منافذ لتحقيق تلك الرغبات الخريفية، ورصدت التحولات الراهنة والمتغيرات السياسية التي عصفت بدول الجوار وأثرها على المجتمع الأردني فكريا واجتماعياً.