رواية "لن تموتي" التمسك بالإرادة والتصميم من أجل الحياة
عبرت الكاتبة كاترين شميت في روايتها الرابعة "لن تموتي" عن أهمية التمسك بالحياة مهما كانت فرص النجاة قليلة.
كاترين شميت كاتبة ألمانية من مواليد عام 1958 في مدينة غوتا بشرق ألمانيا، درست علم النفس الاجتماعي وعملت كمعالجة نفسية للأطفال لفترة من الزمن، بدأت بالكتابة عام 1994 فكتبت الرواية والقصة القصيرة بالإضافة للشعر.
بلغة عميقة ومعبرة صورت في روايتها الرابعة أحداث مرت بها خلال اصابتها بنزيف دماغي، وهدفها إيصال رسالة للقارئ أن الأمل يجب أن يكون موجود في قلب أي شخص وأن يحب الحياة مهما كانت ظروفها مرة.
جعلت الكاتبة بطلة روايتها امرأة تحب الحياة رغم قسوة المرض الذي أصيبت به ورغم المحنة لم تظهر عليها الكآبة، لأنها باختصار لم تكن تنظر إلى الخلف وإنما قررت النظر إلى الأمام.
صدرت الرواية التي القت الضوء على حياة امرأة يداهمها نزيف دماغي تصاب على إثره بشلل نصفي وتفقد من بعده الذاكرة والقدرة على الحركة والنطق، عن دار نشر "كيبن هوير وفيتش" في ألمانيا عام 2009، وحازت على جائزة الكتاب الألماني في نفس العام.
تركت الكاتبة بطلة الرواية التي تدعى هيلينا فيزيندال تتحدث بصيغة الأنا عن آلام المرض والصراع حتى النهاية، حيث أصبحت الكلمات والجسد في حالة جمود بعد أن استيقظت من الغيبوبة في المستشفى ادركت أن جسدها لم يعد يصغي لأوامر المخ الذي اعتاد أن يحرك كل أعضاء الجسد، فأصبحت امرأة تدرك ما يدور من حولها وتستطيع أن تفكر فيه، لكنها كانت عاجزة عن التعبير.
تمتعت هيلينا فيزيندال بإرادة وتصميم على استرجاع حياتها الطبيعية قبل اصابتها بالمرض رغم أنها عاشت لحظات صعبة كانت فيها بين الحياة والموت، لكنها استمرت بالمحاولة حتى استطاعت استعادة كيانها الجسدي، وكلمة بعد كلمة وجملة بعد أخرى استرجعت قدرتها على النطق، لتقوم فيما بعد بجمع قصاصات ذاكرتها إلى أن تراءت لها صورة اللحظات الأخيرة وهي تقف على شرفة منزلها حيث داهمها صداع قوي وعلى إثره لم تعد ساقاها تحملانها فسقطت على الأرض قائلةً: "سأموت".