رواية "لا تشبه ذاتها"
تتمحور الرواية حول المرأة والهجرة والمعاناة، كما تعرض قضية القبول والتسامح والتعايش بين الأديان.
ليلى الأطرش (1948 -2021) روائية فلسطينية أردنية ترجمت روايتها وقصصها القصيرة إلى عدة لغات منها الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والكورية والألمانية والعبرية ودرست بعضها في جامعات أردنية وعربية وفرنسية وأمريكية.
كرّست ليلى الأطرش كتاباتها للدفاع عن قضايا إنسانية واجتماعية، ورصدت معاناة المرأة العربية ومن خلال أعمالها الروائية التسعة ومقالاتها، وتحقيقاتها الصحفية وبرامجها التلفزيونية.
حصلت ليلى الاطرش على العديد من الجوائز، منها جائزة جوردن أوورد كأحسن روائية أردنية عام2010، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2014.
وقدمت في روايتها "لا تشبه ذاتها" الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع عام 2019، قصة مبتكرة حول الخوف الإنساني بشتى أسبابه وأشكاله عن الهجرة القسرية أو الطوعية.
روت الكاتبة القصة على لسان بطلتها التي تدعى حبيبة العين وهي طبيبة أفغانية هربت وهي طفلة مع عائلتها الثرية من الصراعات الدينية والعرقية في بلادها إلى لندن.
روت الطبيبة قصتها منذ أن كانت طفلة متمردة على العادات والتقاليد التي أبصرت النور عليه، لتغدو بعد ذلك امرأة تقاوم الفشل في العمل وتصارع المرض الذي باغتها فجأة.
وفي سياق الأحداث تروي بعض القصص الثانوية مثل صداقة فريدة بين امرأتين جمعهما القبول والتعايش رغم اختلاف العرق والدين، وايضاً قصة شقيقتين وحدهما الخوف على الحياة رغم التباين وصراعات الطفولة.
فكانت هذه الرواية بمثابة مذكرات كتبتها حبيبة العين لابنتها وزوجها السابق وهي ممددة على سرير المستشفى بعد إصابتها بمرض السرطان، روت عن طفولتها وصباها ونجاحاتها وفشلها وصراعها مع الحياة والمرض، وعن أثر الهجرة على من يجبر عليها أو يختارها، وعن عائلات لم تعرف بؤس المخيمات والتشرد، وعن التعايش والتسامح وحب الوطن.
وتأخذ حيزاً من القصة وتتحدث عن مرض السرطان ومعاناة المصابين به، والتعبير عن مشاعر المريض والكم الهائل من الألم النفسي الذي يشعر به.
لتعرض البطلة في النهائية غربتها عن ذاتها بعد أن كانت طفلة وامرأة متمردة ليجعلها المرض في النهاية لا تشبه ذاتها متعبة مخذولة ومكسورة بين خيارات متعددة لكنها جميعها مؤلمة بالنسبة لها.