صدرت خلال هذا العام رواية "بين تِلال الحنين" للروائية العراقية المقيمة في بريطانيا بدور زكي محمد عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، استعرضت فيها الكتابة حياة "سلمى" بطلة الرواية وهي تجمع شتات عائلتها في رسائل اعترفت بجميلهم، معبرةً عن ندمها على ما فاتها بصحبتهم.

بدور زكي محمد أديبة وحقوقية عراقية، مُقيمة في بريطانيا منذ العام 1992، تخرَّجتْ من كلية القانون والسياسة في بغداد، ومارست مهنة المحاماة لمدة ثلاث سنوات، بعدها انتقلت إلى مجال البحث الاجتماعي والجنائي، صدر لها عام 2004 كتيب عن قانون الأحوال الشخصية العراقي، وفي عام 2005 ساهمتْ مع مجموعة من الحقوقيين في تأسيس المركز العراقي للدراسات القانونية في لندن الذي استمر عمله لمدة أربع سنوات، عقد خلالها العديد من الأنشطة والندوات.

قدَّمت الحقوقية العراقية محاضرات في مجال القانون وحقوق المرأة، في كل من لندن ولاهاي وكولن، ونُشِرت لها العديد من المقالات والقصص في صحف عراقية وعربية كالحياة والشرق الأوسط، ومجلة الطريق اللبنانية.

جرت الرواية على لسان عابر سبيل عثر مُصادفةً على هذه المذكرات في محطة قطار، استعرضت فيها الكاتبة مرحلة شباب بطلة الرواية سلمى وزهوها بشخصيتها وأنوثتها، إلى أن تمتد بها السنين بلوغًا مرحلة منتصف العمر، تأنس لحلو ماضيها، فتبدأ في سرد القصص عن الأقربين إلى قلبها.

هذه المذكرات عبارة عن أوراق وأحداث متناثرة، كما ذكر أن صاحبتها لم تهتم كثيرًا بالتاريخ، ولكنه يعتقد أن أحداثها وقعت في النصف الثاني من القرن العشرين على أرض العراق، حيث استحضرت حروبه المدوية في هذه الفترة.

ويظهر الزمان في هذه الرواية بطريقة خاصة، فقد استغرق الزمن منذ العثور على هذه المذكرات مصادفةً في محطة قطار حتى نهاية الرواية عامًا تقريبًا، ويكشف التعدد المكاني في هذه الرواية عن حالة الشتات التي عاشتها شخصياتها.

وتتجسد الفكرة الرئيسة في الرواية بالحنين، حيث بطلة الرواية تعيش في لندن بعيدة تمامًا عن وطنها العراق، وتكتب عن ذكريات مَرَّ عليها زمن بعيد، وهي في بثها لهذا الحنين تلمس ببراعة مدى الحب للوطن، وفي الوقت نفسه تُجسِّد مدى الغصة التي أحسَّت بها.

كما لمست الكتابة في كل شخصية من شخصيات الماضي التي لم تخلو حياتها من مأساة، حتى كانت الهجرة الحل الوحيد في حياة الكثير من الشخصيات، وسلطت الضوء على العلاقة بين الشرق والغرب.