رواية "أيام الشمس المشرقة"
جسدت سؤال الإنسان المعاصر حول الهوية الشخصية، ونموذج مثالي لتيهة الهجرة، كما أنها رؤية الغريب التي تتمتع بالتمرد على الواقع الجديد، مع خلق أسلوب للتكيف مع قسوته.
ميرال الطحاوي كاتبة وروائية وأكاديمية مصرية من مواليد عام 1968، تعمل استاذاً للأدب العربي في كلية اللغات العالمية والترجمة بجامعة آريزونا الأمريكية، صدرت لها مجموعة قصصية واحدة بعنوان "ريم البراري المستحيلة" وهي على مقاعد الدراسة الجامعية تبعتها بثلاث روايات صنفت كأهم الروايات التي صدرت خلال فترة التسعينيات هي "الخباء، الباذنجانة الزرقاء، نقرات الظباء"، ترجمت أعمالها الى العديد من اللغات خاصة الإنكليزية والألمانية، كما حازت على جائزة نجيب محفوظ عام2011 التي تمنحها الجامعة الأمريكية في القاهرة.
في رواية "أيام الشمس المشرقة" التي نشرت عام 2022 عن دار العين روت قصة المهاجر الذي يحلم بحياة أفضل، وسرعان ما يصطدم بالحقيقة المرة التي عليه استيعابها قبل أن تطحنه.
اعتمدت في كتابتها على اللغة المشهدية لتعبر وعن مشاعر الحنين والحزن والخوف والألم وكل المشاعر الحارقة الأخرى، وقدمت بزاوية تقاطعات حادة بين الأمل الإنساني والموت، فجميع الأبطال من دون استثناء يرتحلون من أماكنهم مع رجاء العثور على بصيص أمل لحياة أكثر إنسانية ورحمة.
تبدأ الرواية بانتحار جمال الشاب الممزق الهوية، وتنتهي مع انتحار ميمي الفتاة الإفريقية الناجية من مذبحة عرقية في بلادها، وما بين الحادث الأول والمشهد الأخير تدور أحداث الرواية في بلدة صغيرة متخيلة تُسمى "الشمس المشرقة"، التي تقع على الحدود الجنوبية الغربية لأمريكا، وتشهد سواحلها بشكل يومي عمليات تهريب العمّال والمهاجرين غير الشرعيين، فكانت الرواية تسلط الضوء على فئة مهمشة يظن الجميع أنها الفئة الناجية، وتمنح لهؤلاء المهمشين في المجتمع الغربي صوتاً، وتحفر عميقاً في أسئلة تخصهم.
يجتمع العربي والأفريقي والأميركي والآسيوي وأصحاب هويات كثيرة أخرى، ينصهرون معاً في وجود واحد، تتداخل فيه العادات والتقاليد، وتمتزج اللهجات مع روائح البخور والتوابل الشرقية. وللمفارقة فإن أرض "الشمس المشرقة" تنام تحت أقدام سلاسل جبال قرمزية "منحنية بتواضع بين مفارق الطرق التي تؤدي إلى المنتجعات الجبلية في الشمال".