رواية "أردت أن أبصر" استشعار النعم ومعرفة قيمة البصر

"أردت أن أبصر" رواية للكاتبة الأمريكية بورغيلد دال، تسرد فيها سيرتها الذاتية، لتتحدث عن معاناتها مع ضعف البصر والصعوبات التي واجهتها وإصرارها على بلوغ هدفها، صدرت باللغة الإنكليزية عام 1947.
تجسّد الرواية شخصية الكاتبة بورغيلد دال وهي فتاة عانت منذ ولادتها من ضعف شديد في الرؤية بإحدى عينيها حيث كانت شبه ضريرة؛ لكنها رغم ذلك لم تستلم، كان طموحها للنجاح غريزياً ومدفوعاً بإرادة لا تلين طوال سنوات الدراسة التي سبقت استحداث صفوف مخصصة للمكفوفين، متجاوزة كل العقبات والصعوبات بعين واحدة.
تحمل الرواية الكثير من العبر، تذكر فيها الكاتبة حياتها المؤثرة منذ الطفولة وصعوبة مواقفها مروراً بمرحلة الشباب، وإصرارها على إكمال مسيرتها التعليمية حتى وصولها إلى المرحلة الجامعية، من ثم إلى البكالوريوس والماجستير، وأصبحت أستاذة جامعية في الصحافة والأدب درست في عدة جامعات، ألقت محاضراتها في الجامعة وأندية المرأة وشاركت في العديد من المحادثات الإذاعية التي دارت حول الكتب والثقافة.
بالرغم من أنّ بورغليد دال عانت في طفولتها من ضعف شديد في الرؤية إلا إنّها امتلكت رغبة عارمة للمشاركة في أنشطة الحياة اليومية، وبمثابرتها نجحت في ذلك، "كان في ذهني دائماً شعور كامن بالخوف من العمى التام، وللتغلب على هذا كنت أعيش دائماً حياة مرحة صافية مبتهجة في كل لحظة"، رافضةً أن تكون محل شفقة للآخرين وأن ينظروا إليها على أنّها معاقة أو أدنى من غيرها.
كرّست حياتها في التعليم والقراءة لتودي بنظر عينها الأخرى لتصبح كفيفة بشكل كامل، وعند بلوغها الثانية والخمسون من عمرها كان الطب قد تطور حيث تمكن الأطباء من مساعدتها وإجراء عملية جراحية لعينها واستعادة بصرها، لينكشف أمامها عالم مثير من الجمال والروعة والبهجة لم تعرفها من قبل بعد معاناة استمرت لسنوات.
"يا صاحبي: دع عنك القلق واستمتع بالحياة، ولا تشعر بالإحباط أبداً لأنك لا تملك حذاءً، فهناك العشرات ممن لا يملكون قدمين" بهذه الكلمات تختتم الكاتبة سيرتها الذاتية وهي سعيدة باستعادة بصرها، مؤكدة على أن الحياة لا تصلح للضعفاء.
ترجمت الرواية إلى العربية من قبل الكاتب الصحفي ساجد العبدلي، ونشرت في كانون الأول/ديسمبر عام 2013 من قبل دار شفق للنشر والتوزيع في الكويت.