رواية "أنا أحيا"
دعت الكاتبة اللبنانية ليلى بعلبكي في روايتها الأولى التي حملت عنوان "أنا أحيا" إلى التحرر من مختلف المحظورات المطبقة على المرأة.
ليلي بعلبكي كاتبة وأديبة لبنانية ولدت عام 1934 درست في جامعة القديس يوسف، عملت في سكرتارية المجلس النيابي اللبناني بين عامي (1957 و1960) من ثم التحقت بالصحافة.
"أنا أحيا" هي الرواية الأولى لها نُشرت لأول مرة عام 1958، اختيرت كواحدة من ضمن أفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين من قبل اتحاد الكتاب العرب.
اختيرت الرواية كأولى الروايات النسائية الحديثة بوصفها أنها شكلت علامة بارزة على تطور الكتابة الروائية العربية، ومازالت هذه الرواية تحافظ على مرتبها تاريخياً، فهي الرواية الأولى التي تعلن تمردها أولاً على الإرث الروائي اللبناني جاعلة مدينة بيروت إطاراً مكانياً والعصر الحديث إطاراً زمنياً، وكذلك أعلنت تمردها على الفن الروائي الكلاسيكي والتقليدي وعلى مفهوم الشخصية الإيجابية.
في أسلوب خاص وتعابير مختصر لصور متعددة من الحياة، كتبت ليلى بعلبكي عملها الذي وصفت فيه حالة الاغتراب المر التي يحيياها الإنسان داخل وطنه وبين أهله، ولكنه يبقى يجهل ذاته، يبحث عن مساحة في هذا العبث الذي يعيشه، روت ذلك الكاتبة على لسان بطلة الرواية لينة التي تعيش مع والديها وأشقائها لكنها ضائعة، فبدأت تبحث عن عمل يعيد إليها توازنها بعيداً عن أسرتها.
كما ذكرت في روايتها الحرب بشكل عابر وسريع، سواء كانت هذه الحرب مقصودة أو غير مقصودة فإن بيروت آنذاك كان يعمها الهدوء ويعيشون أهلها رويتنهم اليومي، وهي قليلة الأمكنة على الرغم من كثرة الأجانب السائحين والمقيمين فيها من مختلف البلدان.
لينا فياض بطلة الرواية كانت تعاني من الملل وسكون الحياة وفراغها، حينما قررت العمل في مكتب للبحث عن ذاتها المفقودة بين كم الكتب الذي كان يحيط بها، حاولت بجهد اكتشاف خبايا شخصيتها التي بعثرها الزمان وسط ركود فكري قررت الخروج منها أخيراً.
دعت الكاتبة من خلال بطلة الرواية لينة التي قررت الثورة على كل ما هو محظور على المرأة بحثاً عن الحرية والعدالة.