رواية "امرأة في الخمسين"
عرضت الرواية مجموعة قصص لنساء في عمر الخمسين ومعاناتها لكسر القيود التي تكبّلها وتمنعها من الانطلاق.
هيفاء باسيل بيطار قاصة وروائية سورية، تعمل طبيبة اختصاصية في أمراض العيون وجراحتها، وهي من مواليد مدينة اللاذقية عام 1960 كما انها عضو في جمعية القصة والرواية في سوريا.
لها إنتاج قصصي وروائي غزير، تتميّز بجرأة مواضيعها ومعالجتها للممنوعات في المجتمعات العربيّة.
طرحت مرة جديدة مسألة مفصلية في حياة المجتمع عامةً والمرأة خاصةَ من خلال روايتها "امرأة في الخمسين"، الصادرة عن دار الساقي عام 2015، حيث حملت قضية حرية المرأة ومعاناتها لكسر القيود التي تكبّلها وتمنعها من الانطلاق.
تسرد الرواية على لسان صحافية بلغت الخمسين من عمرها، حيث تكلمت عن عدة تجارب نفسية قاسية، قد يكون جزء منها طلاقها، تعرض الكاتبة هيفاء بيطار في روايتها تجارب مختلفة لعدد من النساء وكأنهن في مواجهة مع الرجال، ولكل امرأة قصة مختلفة في مواجهتها، وهذا ما يظهر اختلاف هواجسهن وطموحاتهن، فكل ما يجمعهن هو العمر "سن الخمسين".
إلا أن الكاتبة في روايتها لا تسرد شخصيات خيالية بل اقتربت فيها إلى واقع له مرجعية واقعية، ومنها وضع المرأة المتأثرة من الحرب في سوريا والتي اكتسبت اوجاعاً من جراء أحداث لم تخترها أدت في النهاية إلى حالات كبت نفسي ملحوظ.
ومن خلال قصص النساء، تدخل الكاتبة إلى أحاسيس متناقضة حيناً وعاصفة أحياناً، فبين استقلالية المرأة وحنينها للأمومة، وتعلق الأم بمسؤولية أولادها، وطموح لأفق لم تحققها بسهولة، لكنها حكايات قد تدلو في دلو الظلم الذي لحق بالمرأة في مجتمع وموسوم بصيغة ذكورية.
تبدأ الرواية بقصة امرأة بلغت في الخمسين، وهي صحافية ومثقّفة وموظّفة في الجريدة الرسمية، طُلِّقت من زوجها، الذي هجرها مع ابنهما ولم يسأل عنه، بعد ذلك التقت فابيولا التي عاشت قصة مشابهة، لتوحّد بينهما المأساة، تؤسس فابيولا جمعية للنساء اللواتي تجاوزن الخمسين، لتنضمّ إليها بعض النساء اللواتي اتعبتهن الحياة، يكتشفن أنّ عمر الخمسين هو عمر الانعطاف والانعتاق والذروة والتحرّر من الأوهام.
جعلت الكاتبة من الرواية عملية بوح لعدد من النساء اختلفت مشاكلهن وتجاربهن وأهدافهن، لتقدم قراءة نفسية للمجتمع العربي الذكوري.