رواية "عام الفيل"
تحكي قصة امرأة مغربية دخلت ساحة النضال ضد المستعمر الفرنسي، ولكن سعيها وراء تحقيق الحرية ونيلها كان جزاءه الظلم والاستنكار
للكاتبة المغربية ليلى أبو زيد، وهي من مواليد 1950، درست اللغة الإنجليزية بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصلت على الإجازة، انتقلت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة بجامعة تكساس في أوستن، عملت بالترجمة والتأليف، وبدأت حياتها المهنية كصحافية في التلفزيون، وعملت في عدة دواوين وزارية من بينها ديوان الوزير الأول.
كتبت الرواية والقصة والسيرة النبوية والسيرة الذاتية وأدب الرحلة، وترجمت من الإنجليزية إلى العربية سيرة الملك محمد الخامس والسيرة الذاتية لمالكوم إكس، ترجمت أعمالها إلى الإنجليزية والألمانية والهولندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والمالطية والأردية.
نشرت روايتها الأولى وهي "عام الفيل" التي تروي قصة امرأة مغربية تقليدية وشبه أمية، ورغم هذا تحدت المجتمع وشاركت في الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي ودخلت ساحة النضال؛ عام 1980، وبعد تسعة أعوام نشرتها جامعة تكساس باللغة الإنكليزية عام 1989، وترجمتها إلى الفرنسية عام 2005.
رصدت الظلم الذي لحقت ببطلة الرواية من قبل زوجها مباشرة بعد الاستقلال، وكأنها بإسهامها في النضال والسعي وراء تحقيق الحرية ونيلها كانت تحفر قبراً لها، كان جزاؤها التنكر لها واستبدالها بأخريات، وهذا لأنها أصرت على أصالتها ووفاءها، ورفضت أن تنسلخ عن جلدها كما فعل هو.
لكن لم تشفع لها كل تضحياتها، وبضع كلمات عصفت بحياتها وقلبتها رأساً على عقب، ووجدت نفسها في العراء ضائعة مجردة من كل شيء، واضطرت أن تعمل في التنظيف بمركز فرنسي، وبعدها ترك البلاد.
تعتبر بطلة الرواية نموذج لآلاف النساء أمثالها على امتداد البلاد التي ابتلين بالاستعمار الظالم وكان الظلم عليهن أشد وأقسى. وإلى يومنا هذا لا يزال إسهام المرأة في النضال ضد المستعمر متستر عليه لأن الذكور هم من تولوا تدوين التاريخ، فقد حجمو دور المرأة ومزقوه عنوة فحصروها في بعض الأعمال البسيطة كالسقاية وتهيئة الطعام للمقاومين، ونكروا ملامح البطولة التي قامت بها والتي لا تقل خطورة عما كان يقوم به الرجل.