رواية "القتيلة 232"
قصص أربع نساء من جنسيات مختلفة كن يقمن في لبنان قبل أن يفرقهن الانفجار الدموي الذي حدث في مرفأ بيروت، ليصبح هو الفاصل الزمني بين الماضي والحاضر لشخصيات رواية الكاتبة جمانة حداد.
جمانة حداد مواليد 1970شاعرة وكاتبة لبنانية وصحفية ومترجمة وأستاذة في الجامعة اللبنانية الأمريكية ببيروت، شغلت منصب المسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" اللبنانية لأكثر من عشر سنوات، كما أنها اختيرت عام 2014 من قبل مجلة "آربيان بيزنيس" للسنوات الأربع اللاحقة كواحدة من مئة امرأة عربية الأكثر نفوذاً في العالم، وذلك لنشاطها الثقافي والاجتماعي، كما أنها ناشطة في مجال حقوق المرأة.
فيما أصدرت مجموعات شعرية عدة نالت صدى نقدي واسع في لبنان والعالم العربي، كما وترجم بعضها إلى لغات أجنبية.
ومن أهم أعمالها عن دار نوفل رواية "هكذا قتلت شهرزاد" ورواية "بنت الخياطة"، وأخر أعمالها رواية "القتيلة 232" التي صدرت عام 2022، والتي يمكن تصنيفها على أنها الرواية اللبنانية الأولى عن انفجار الرابع من آب/ اغسطس لعام 2020، حيث كانت الأحداث الرئيسية تدور قبل ساعة من الانفجار.
وكانت الرواية مبنية على تصميم متقن للوقت، سردت فيها قصتين تجمعان الكثير من الأبطال ميشا الزوجة الضحية لزوجها الذكوري المتسلط، وهند التي تلتقي ميشا عام 2019 لتتكون بينهما صداقة متينا سمحت لهما بتبادل الألم ضمن مساحة من الأمل.
ففي الساعة الأخيرة قبل الانفجار الكارثي تستذكر الكاتبة قصة البطلتين ميشا وهند، وبعض الشخصيات الثانوية مثل السورية ريهام والإثيوبية تيغيست، والأخريات إنعام والدة هند وسهيلة عمة هند، في حبكة جريئة وصادمة فيما كانت النهاية عصارة فكرية مميزة شرحت فيها الكاتبة الأحداث وأعطتها بعد أخلاقي ومجتمعي وثوري دقيق.
وبين تفاصل حياة البطلتين ومعاناتهما، تتطرق الكاتبة إلى حياة ريهام اللاجئة السورية في لبنان وتيغيست العاملة الإثيوبية المهمشة، لتكتمل صداقة أربع نساء في تسلسل تاريخي منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 وحتى لحظة الانفجار في 4 آب/ أغسطس عام 2020، فكان هناك الكثير من القواسم المشتركة بينهن حيث المعاناة التي تعيشها النساء في العالم العربي وخاصة في لبنان، من تمييز وتنمر وظلم وعنف وغيرها الكثير.
وكان اسم الرواية يعود إلى تقارير أكدت أن عدد الضحايا في الانفجار هو231 وكانت آخر ضحية "القتيلة 232" العشرينية ريتا أنطوانيت حرديني في 26 آذار/مارس عام 2022، بعد معاناتها لفترة طويلة من جروح وآلام مبرحة ناتجة عن الانفجار، حيث بقيت تصارع الموت على أجهزة التنفس الاصطناعي لمدة سنة وثمانية أشهر تقريباً.