رواية "المصادفة"
قسوة الحياة تجعل الإنسان ينضج قبل أوانه، هذا ما عاشته استريد سمارت وهي فتاة شغوفة بخطف لقطات سريعة من الحياة، من خلال آلة التصوير التي ترافقها دائماً.
آلي سميث كاتِبة ومؤلفة وكاتبة مسرحية وصحفية بريطانية، ولدت في إنفرنيس عام 1962، هي عضوةٌ في الجمعية الملكية للأدب، نالت عدداً من الجوائز على كتبها منها جائزة إنكور على رواية "فندق العالم"، وجائزة مجلس الفنون الأسكتلندية، ورُشّحت لجائزة الأدب وجائزة مان بوكر كما نالت جائزة وايتبريد.
بالاطلاع على مؤلفاتها يمكن ملاحظة اختلافها عن باقي الروائيين بأسلوبها السردي الغريب المتميز بالمتعة التشويق فهي تطرح كماً كبيراً من المعلومات يحتاج معها القارئ لتركيز عال، ومزيد من الصمت، والعزلة عمّا يحيطه، والدخول بين سطور الرواية التي تشكل جزءاً من واقعه.
صدرت الترجمة العربية لروايتها التي حملت عنوان "المصادفة" عام 2016 عن مؤسسة المدى للأعلام والثقافة والفنون، كانت بطلة الرواية فتاة في الثانية عشر من عمرها شغوفة بخطف لقطات سريعة من الحياة، من خلال آلة التصوير التي ترافقها دائماً.
يبدو على استريد سمارت كأنها تجاوزت مرحلة عمرها، ففي حياتها المزيد من الأفكار النامية، الكم الكبير من التساؤلات المعقدة، والكم الأكبر من الأحاديث التي تجرها إلى فلسفة معقدة، فهي مع كاميرتها والافلام الصورية الناطقة للأشياء التي تختزنها في شريط ذاكرتها تخلق حكاية طويلة تروي قصصاً متفرعة من الحياة بجمالها وقستها.
وزعت الكاتبة الحوارات بين استريد سمارت وهي البطلة وشقيقها ماغنوس ووالدتهما التي تتوفى لاحقاً، لتبقى استريد سمارت وشقيقها يعيشان مع زوج والدتهما الذي لا يحبانه، فاختارت هذه الفتاة التي بدأت حياتها بالمتاعب أن تتخذ من التصوير أداة لتعبر عن نفسها وعنما يجول في خاطرها.