قصيدة "يا ربى لبنان"
شوق الشاعرة وحنينها إلى مسقط رأسها لبنان بعد أن فارقته وأقامت في الإسكندرية دفعها لكتابة قصيدتها "يا ربى لبنان" التي شرحت فيها مدى شوقها لاستعادة تلك السنوات التي عاشتها في لبنان.
وردة اليازجي (1838 ـ 1924) شاعرة لبنانية قدمت لوناً مميزاً من الأدب والشعر، لقبت بخنساء لبنان لما حمله شعرها من حزن وأسى.
وكان لها الفضل في النهضة الأدبية النسائية وفتح مجال الكتابة أمام النساء وذلك أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
جُمعت قصائدها في ديوان واحد تحت عنوان "حديقة الورد" صدر في بيروت عام 1867 ضم الكثير من القصائد الرثائية.
انتقلت الشاعرة وردة اليازجي إلى الإسكندرية واستقرت هناك، وذات يوم في جلسة هادئة راودتها ذكريات الشباب وملئ قلبها الشوق إلى لبنان، فكتبت قصيدة موزونة بقافية موحدة حملت عنوان "يا ربى لبنان" وصفت فيها شوقها وحنينها إلى بلدها لبنان واستعادت بعض الذكريات الجميلة عن الطبيعة الخلابة من أزهار وأنهار وذكريات عاشتها كالأحلام وانتهت بسرعة.
تقول أبيات القصيدة:
يا ربى لبنان، حيّاك الحيا وسقى تربك هتّان الغمامْ
يا ربوع الأنس، يا دار الصفا، يا جنان الخلد، يا أهنا مقامْ
حبّذا لبنان مع غاباته حبذا تلك الصحاري والآكامْ
وخرير الماء في تلك الرّبا كحنين من محبّ مستهامْ
حبذا منه ربيع قد حكى معرض الأزهار يزهو بابتسامْ
أنت لي يا خير أرضٍ جنّة جمعت كل سرور وسلامْ
حبذا أيام أنسٍ فيك يا وطني المحبون زالت كالمنامْ
طالما هيّج لي تذكارها شجناً يشعلُ في قلبي ضرامْ