قصيدة "سلمت يا عراق"
الخوف والذعر والتشرد والصمود والتصدي كلها اجتمعت في قصيدة "سلمت يا عراق" للشاعرة باكزه أمين خاكي.
باكزه أمين خاكي شاعرة عراقية مصرية الجنسية (1936ـ 2003) أطلق عليها اسم "فتاة الجسر" وذلك لمشاركتها في التظاهرات واصابتها التي حدثت على جسر قبل قيام الثورة في العراق، وصورت الشاعرة في قصائدها العصور والحضارات المختلفة في العراقية ماضياً وحاضراً.
كانت لها مجموعات شعرية عدة منها (الساقية ـ غداً نلتقي ـ ألف ليلة وليلة)، وكان لها مؤلفات باللغة الكردية نشرتها في مجلة "آسوس" التي كانت تحتوي على نصوص وكتابات لشعراء وكتاب كورد، صدرت عام 1984 في بغداد، فيما نشرت مؤلفاتها الأخرى في صحف ومجلات عراقية وكويتية ومصرية.
وألقت عدة قصائد في الإذاعة العراقية في المناسبات وكان لها مشاركات في مؤتمرات عديدة في بلدان مختلفة، وتميزت قصائدها بالسرد الشعري العميق ووحدة الوزن والقافية وقوة الأسلوب.
ومن آخر القصائد التي كتبتها قبل وفاتها قصيدة تحت عنوان "سلمت يا عراق" ونشرت في جريدة الأهرام المصرية، وصفت فيها معاناة أهلها في العراق خلال الحرب من تهجير وعنف وسفك للدماء، وفي المقابل أشارت إلى الصمود والتصدي الذي اتخذه شعب العراق المتمسك بأرضه منذ الأزل مواجهاً العدوان بكل شجاعة وبسالة.
تقول أبيات القصيدة:
أجحافل الأقزام داست في حقولك يا عراق... بلا حذر
وتوغلت تهدي الي أطفالنا خوفا وذعر
وتوسدت عذراء بغداد الحطام... أنينها هز الحجر
وصراخ أطفال الرياض تحرقت أجسادهم تحت اللهيب المستعر
ونظرت في كل الوجوه لعلني أحظي بشيء للنبي المنتظر
وصرخت من أعماق قلب يعتصر
الله أكبر فالعروبة تحتضر