قصيدة "مواسم لا علاقة لها بالفصول"
دونتها الشاعرة والكاتبة الجزائرية المعاصرة أحلام مستغانمي التي حققت نجاحاً كبيراً بفضل روايتها المميزة وأعمالها التي جعلتها تحصد عشرات الجوائز خلال مسيرتها الأدبية
.
أحلام مستغانمي من أوائل الكتاب الجزائريين الذين أخذوا اتجاه اللغة العربية في كتاباتهم، فكان لديها الكثير من الأعمال الأدبية التي قامت بكتابتها، شكلت كتابتها الجريئة صدمة كبيرة في مجتمع الكتاب الجزائريين.
وكانت بدايتها في مجال الشعر الأدبي، هو عملها مقدمة لبرنامج شعر كان يبث على الراديو الوطني ونشرت أول مجموعة شعرية "على مرفأ الأيام"، وبعد مدة من تخرجها من جامعة الجزائر، رفضت التسجيل في برنامج الماجستير الخاص بالجامعة.
وكونها امرأة تكتب باللغة العربية وتتحدث بصدق وصراحة وحرية عن حقوق المرأة رفضت أيضاً من اتحاد الكتاب الجزائريين، وسبب ذلك اضطراباً وجدلاً واسعاً، ولكنها حصلت على الدعم من والدها فقد أثنى على أولى مؤلفاتها الشعرية وشدد على الوقوف بجانبها في كل الظروف لتصل إلى قمة النجاح.
وحققت أحلام مستغانمي العديد من الجوائز والاستحقاقات على إبداعها وأعمالها المميزة، في عام 1996 فازت بجائزة مؤسسة نور للإبداع النسائي بالقاهرة، وحصلت على ميدالية الرواد اللبنانيين تكريماً لها على أعمالها، وفي عام 2006 حصلت على ميدالية الشرف التي قلدها إياها الرئيس الجزائري عبد الله بوتفليقة، وفي نفس العام منحها مركز دراسات المرأة العربية في باريس ودبي لقب أكثر النساء العرب تميزاً.
ومن قصائدها الشهيرة قصيدة "مواسم لا علاقة لها بالفصول" عبرت فيها عن الصمت والأحزان فينا التي تبقى تصبحنا وتمسينا تقفز فجأة وسط الضجيج هذه المواسم التي لا علاقة لها بالفصول لا هي صيف ولا ربيع ولا شتاء ولا خريف، تشكلنا بطقوسها وتختم في دواخلنا أثراً لا يزول ويذكرنا أن ما كان لن يعود وما كنا فيه لا يمكن أن نبقى عليه، وعلينا إدراك الواقع والحرص على امتلاك أدواته التي تمكنّا من المسير مجدداً.
تقول أبيات القصيدة:
هنالك مواسم للبكاء الذي لا دموع له
هنالك مواسم للكلام الذي لا صوت له
هنالك مواسم للحزن الذي لا مبرر له
هناك مواسم للمفكرات الفارغة
والأيام المتشابهة البيضاء
هنالك أسابيع للترقب وليالٍ للأرق
وساعات طويلة للضجر
هنالك مواسم للحماقات ... وأخرى للندم
ومواسم للعشق... وأخرى للألم...
هنالك مواسم لا علاقة لها بالفصول