قصيدة "لن أبكي"
عبرت الشاعرة فدوى طوقان في قصيدتها هذه عن الأسى والحزن على ما جرى بإشفائها في فلسطين منذ عام 1967 وحتى الآن.
دخلت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان (1917ـ 2003) مضمار الأدب النسوي بجرأةٍ رغم تواجدها في مجتمعٍ ذكوريٍّ محافظ، فكانت إحدى الفتيات اللاتي منعن من إكمال تعليمهن ومن المشاركة في الحياة العامة للشعراء والمثقفين، وهذا ما ترك بصمةً صارخة في أشعارها، فدعت في الكثير من قصائدها إلى تحرر المرأة ومنحها الحرية والاحترام لمواهبها.
كرست فدوى طوقان حياتها للشعر والأدب حيث أصدرت العديد من الدواوين والمؤلفات، وشغلت عدة مناصب جامعية، وكانت محور الكثير من الدراسات الأدبية العربية، إضافة إلى أنها حصلت على العديد من الأوسمة والجوائز خلال مسيرتها الأدبية.
اختلفت اشعارها بين مرحلة قبل النكبة عام 1967 ومرحلة ما بعدها، فبدأت بكتابة شعر مختلف من ناحية المضمون والمواضيع الخاصة بالشعب الفلسطيني، ولعل أشهر ما كتبت في هذا المنوال هي قصيدة "لن أبكي" التي وصفت فيها الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيين.
عبرت في قصيدتها هذه عن الروح الوطنية، ليتم اعتبارها الشاعرة الأولى في الحياة المعاصرة لشعب فلسطين.
تقول أبيات القصيدة:
لن أبكي
على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدور
بين الردم والشوك
وقفت وقلت للعينين: يا عينين
قفا نبك
أحبائي
مسحت عن الجفون ضبابة الدمع الرمادية
لألقاكم وفي عيني نور الحب والإيمان
بكم، بالأرض، بالإنسان
فواخجلي لو أني جئت ألقاكم
وجفني راعش مبلول
وقلبي بائس مخذول