قصيدة "لبيتٌ تخفقُ الأرواحُ فيه" للشاعرة ميسون بنت بحدل

ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية أصلها من بدو بني كلب وتنتمي إلى الديانة السريانية الأرثودكسية

، وهي من أشهر الشاعرات العربيات في العصر الأموي.
عرفت ميسون بنت بحدل بجمالها الفائق وفصاحتها المبهرة، فكانت سيدة قومها وعروس باديتها، كان والدها زعيم قومها، فانجذب إليها أسياد القبائل، أعجب بها والي الشام معاوية بن أبي سفيان فتزوجها وبنى لها قصراً مشرفاً على الغوطة زين هذا القصر بالزخارف وزود بأوني الذهب والفضة والديباج وأسكنها مع وصيفات لها في هذا القصر، ولكن لم تغرها القصور وحاشيتها فكانت دائمة الحنين والشوق إلى خيمتها وعباءتها ومسقط رأسها، وثقلت عليها الغربة والبعد عن قومها، فلبست يوماً أفخر ثيابها وتطيبت وتزينت بما أعد لها من الحلي والجواهر ثم جلست مع بعض وصيفاتها على شرفة من شرفات القصر فنظرت إلى الغوطة وأشجارها وسمعت أصوات الطيور وشمت نسيم الأزهار، فتذكرت باديتها وحنت إلى أترابها وأناسها ، فبكت بكاءً شديداً، فقيل لها: ما يبكيك وأنتِ في ملك يضاهي ملك بلقيس، فأنشدت وهي تبكي وتتنهد قصيدة" لبيتٌ تخفقُ الأرواحُ فيه" وكانت هذه القصيدة سبباً لطلاقها من معاوية.
تعد هذه القصيدة من أشهر القصائد النسائية في الحنين.
تقول أبيات القصيدة:
لبيتٌ تخفقُ الأرواح فيه             أحبُّ إليَّ من قصرٍ منيفِ 
ولبس عباءةٍ وتقرّ عيني             أحبُّ ٍإليَّ من لبس الشفوفِ
وأكل كسيرةٍ من كسرِ بيتي         أحبُّ إليّ من أكل الرغيفِ
وأصوات الرياح بكل فج           أحبُّ إليّ من نقر الدفوفِ
وكلبٌ ينبح الطراق دوني          أحبُّ إليّ من قط ٍأليفِ
وبكر يتبع الأظعان صعب         أحبُّ إليّ من بعل زفوفِ       
وخرق من بني عمي نحيف       أحبُّ إليّ من علج عليفِ
خشونة عيشتي في البدو أشهى    الي نفسي من العيش الطريفِ
فما أبغي سوى وطني بديلاً        وما أبهاه من وطن شريفِ