قصيدة "كنتِ تخجلين مني" للشاعرة هنادي زرقة

تبدو الكتابة في زمن الحرب والصراعات أشبه بتلك القشة التي يتمسك بها الغريق، هذا ما جسدته الشاعرة والكاتبة السورية هنادي زرقة في قصيدتها النثرية "كنتِ تخجلين مني" من مجموعتها الشعرية "رأيت غيمة شاحبة، سمعت مطراً أسود"

.
يمكننا أن نحصر ما يسمى بأدب الحرب في قسمين الأول سوداوي كئيب يزول بزوال الحرب، بينما الثاني إيجابي مليء بالحب والأمل يعتبر أدباً عابراً إلى المستقبل، لتكون مجموعتها التي صدرت عن دار النهضة العربية ببيروت عام 2018 بعنوان "رأيت غيمة شاحبة، سمعت مطراً أسود" هي التي صنفت الحرب كالجحيم الذي أجهز على الأخضر واليابس من الماضي والحاضر وحتى المستقبل، ولتقتفي أثارها من موت و دمار لحق بالبشر والحجر معاً، وهناك قلق وجودي حول الحياة والموت في هذه المجموعة إذ تترك القارئ في حيرة من دون أجوبة للأسئلة التي طرحتها.  
وكانت هذه المجموعة الشعرية هي الإصدار الشعري السادس إذ سبق لها أن أصدرت مجموعة شعرية بعنوان "على غفلة من يديك" التي نالت عنها جائزة محمد الماغوط عام 2001، وألحقتها بمجموعة أخرى حملت عنوان "إعادة الفوضى إلى مكانها" عام 2006، بينما كانت مجموعتها الثالثة بعنوان "زائد عن حاجتي" عام 2008 التي نالت عنها جائزة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية والمجموعة الرابعة التي صدرت عام 2014 بعنوان "الزهايمر"، لتكن المجموعة الخامسة بعنوان "الحياة هادئة في الفيترين" عام 2016.
وكما أنها شاركت في عدة أمسيات شعرية ومؤتمرات في أوروبا، وترجمت نصوصها إلى اللغة الفرنسية والألمانية والدنماركية والإنكليزية والإسبانية، كما أنها نشرت شعرها في عدد من المنابر العربية ومنها (مجلة الآداب وصحيفة السفير وصحيفة الأخبار وصحيفة القدس العربي...).
وتقول أبيات القصيدة:
كنتِ تخجلين مني
كما لو أنني ندبةٌ في خدّكِ الأيمن
وحين تموتين
سيسقط اسمي من ورقة نعيك
كما لو أنني مكتومةُ القيد
البنت/ الشاعرة التي أشرعت قلبَها للمسافرين
ونفختْ في الريح
وصدّعَ صوتُها جدارَ العائلة السميك
سوف تمضين من دون أن تلحظي التشابهَ بين صوتينا
وأنّي ورثتُ صندوقَ عرسك الخشبي
ولسوء الحظّ والحرب
لم أخبّئ فيه ثياباً وفساتين
لعروس حَلُمتِ أن أبدو على شاكلتها
صندوقُ عرسك الخشبي
غدا تابوتاً لعشّاقي الذين قضوا في الحرب!