قصيدة "حورية صغيرة"

وصفت الشاعرة فروغ فرخزاد في قصيدتها هذه ذاتها التي ولدت من جديد بعد معاناة كبيرة ومصاعب كثيرة مرت بها.

فروغ فرخزاد شاعرة ومخرجة أفلام إيرانية وكاتبة نسوية مؤثرة ومثيرة للجدل (1934ـ 1967)، درست الرسم والخياطة وقام والدها بتزويجها من أحد أقاربها عند بلوغها السادسة عشر من عمرها، فكان للمعاناة التي عاشتها في حياتها الزوجية المبكرة الفضل الكبير في ولادة الشاعرة المبدعة فروغ فرخزاد من رحم المعاناة والألم.

وقبل بلوغها الرابعة والعشرين من عمرها كان قد أصدرت ثلاث مجموعات شعرية، وبعد أن لاقت نجاحاً كبيراً أصدرت مجموعتها الشعرية الرابعة بعنوان "ميلاد آخر" عام 1964حيث احتفت فيها بميلاد أنثى تمتعت بحقوق جديدة كمقاتلة ناضلت من أجل الحرية، لتصنع نموذجها الخاص وتخلق صورة خاصة كما تريد ليكون ميلاد جديد لذاتها وطموحاتها.

ومن ضمن هذه المجموعة كانت قصيدة "حورية صغيرة" حيث شبهت الشاعرة نفسها بالحورية التي تسكن أعماق بحر الكلمات وتعزف أجمال ألحان الحزن بأحرفها، تموت كل ليلة لكنها تولد في كل يوم من جديد، كما هو الحال كل امرأة تطالب كل يوم بالمساواة والعدل.

تقول أبيات القصيدة:

أعرف حوريةً صغيرةً حزينة

تسكن في البحر‏

وتعزف على الناي الخشبي لقلبها‏

برقّةٍ.. برقّة‏

حوريةٌ صغيرةٌ حزينة‏

تموت في الليل

وتُولَدُ كلّ يومٍ من جديد‏