قصيدة "الفرجة"
للشاعرة والكاتبة والباحثة المصرية نجاة علي، صدرت عام 2008، عن دار النهضة العربية في بيروت، ضمن ديوان "مثل شفرة السكين"
، الذي يعتبر الديوان الثالث في مسيرة نجاة علي الشعرية، وضم الديوان خمسة عشر قصيدة، وتمت ترجمتها جميعاً للفرنسية، وبالإضافة لدواوينها الثلاثة وضعت دراسة نقدية تحت عنوان "المفارقة في قصص يوسف إدريس القصيرة"، ونالت جائزة طنجة للشعراء الشباب، وجائزة بيروت 39 للأدب والفن.
القصيدة عند نجاة علي، ذاتية بامتياز محدودة بزمانها ومكانها المباشرين دون آفاق رمزية أو بلاغية يمكن تأويلها ونسبتها للمجموع ، فرغم الكابوسية والخيال الجامح وظلال اليأس والخيبات التي تخيم على القصائد ، إلا أنها لا تسعى لأن تكتسب القصيدة أبعادا لا تحتملها، سياسية أو اجتماعية أو حتى إنسانية كونية ، هي مجرد ذات منقسمة مهزومة تحاكم نفسها وتحاكم الآخرين في الدائرة القريبة منها، ممن تسببوا في عطبها وأوصلوها إلى تلك المحطة البائسة من رئاء الذات واشتهاء الموت والوقوف به طويلا، لكنها قصيدة مغلقة على بعدها الجمالي الواحد فلا تحمل أملا ولا نستشعر فيها قوة التحدي ولا حماسة التمرد ولا دفقة الغضب المدمر، وما هو إلا استسلام ينعكس بدوره على بنية النص وسبكه وصياغاته الأشبه بمياه بحيرة لا تحركها ريح وتفتقد من يلقى فيها الحجر الباطش.
كلمات القصيدة:
تحولت إلى فرجةٍ دون أن تدري
وبمرور الوقت تزداد بلاهة
كانت تخشى ظلها حين يصطدم
بملامحِه الباردةِ وعينيه الضيقتين
ولا تعرف كيف تهرب من ابتسامته
التي تسخر من أي شيء تقابله
ولا من تلك الرعشة التي تقتسمها نصفين
وتختبئ في جلدها
لم تعد تدهشها الآن فرحته الزائدة
حين يتلصص على تلك العلامات
التي وضعتها بمهارة قرب مجرى البئرين
أما هي كتلميذ خائب طبعاً
لم تكن تتأمل أبداً حال الصيد
الذي كان يوماً على بعد خطوة
لكنها تعرف جيدًا
أنه لا أحد يحتملها
سوى هذه الحانات القديمة المظلمة