نجاح يوسف منبر السجون البحرينية
اعتقلت الناشطة البحرينية نجاح يوسف على خلفية انتقاداتها لجائزة البحرين الكبرى للفورمولا ون، حيث حرمت من رؤية أطفالها على مدار ستة أشهر، ووصفت الأمم المتحدة اعتقالها بـ "الوحشي".
مركز الأخبار ـ انتقادها للسلطة والعنصرية في البحرين عرضها لاعتداءات جنسية على أيدي ضباط في الأمن البحريني، إنها الناشطة المدنية البحرينية نجاح يوسف التي قالت عنها الأمم المتحدة أنها تعرضت "للمعاملة الوحشية" وحرمت من حريتها بسبب ممارستها حقها في حرية الرأي والتعبير.
الفورمولا ون نقطة طفح منها الكيل
مع تحويل البحرين إلى مملكة عام 2002، أصبح الشعب مسلوب الإرادة والملك يتمتع بسلطات وصلاحيات واسعة، ومع سيطرة عائلة الملك على معظم المناصب دفع الشعب للاحتجاج وإطلاق ثورة 14 شباط/فبراير 2011 التي تميزت بالمشاركة النسائية الواسعة وبسلميتها، لذلك اتهمت الحكومة البحرينية المشاركين والمشاركات بالتبعية لإيران وهو أسلوب التخوين الأسرع لأي نظام في المنطقة لإجهاض أي محاولة للتغيير، وفي تقرير أعدته منظمة دولية تحت عنوان "كسر الصمت، المعتقلات السياسيات تفضحن الانتهاكات الحاصلة داخل السجون"، ورد فيه أن ابتسام الصايغ ونجاح يوسف تعرضتا للاغتصاب لرفضهما العمل كمخبرتين لدى السلطات.
وبالعودة إلى عام 2017 كتبت الناشطة البحرينية نجاح يوسف على صفحتها في فيسبوك أنه "لا لسباقات الفورمولا ون على الأراضي البحرينية المحتلة"، وأن استضافة بلدها لهذا النوع من السباقات "ليس أكثر من وسيلة لعائلة خليفة لتبييض سجلها الجنائي وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان"، كما دعت في منشورها إلى مسيرة "الحرية لمعتقلي الفورمولا ون" بهدف زيادة الوعي حول قضايا المحتجين المعتقلين على خلفية انتقادهم السباق الذي تم إلغاءه بعد مظاهرات عصفت بالبلاد عام 2011.
حيث تم استدعاءها من قبل مركز شرطة المحرق بدعوى كاذبة لاستدراجها كانت حول توقيع بيان يتعلق بابنها الذي كان يبلغ من العمر 14 عام، وأجبرت هناك على فتح هاتفها الخاص قبل توضيح سبب استدعائها، وخلال استجوابها قام الضابط بتمزيق حجابها كما حاول نزع ملابسها عنها، لقد تعرضت للتعذيب والتهديد بالقتل والاعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز، حيث قالت لصحيفة الاندبندنت "لقد أرادوني أن أعمل لصالحهم لكني رفضت، فهددوني بالاغتصاب بعد أن ضربوني".
حيث أكدت نجاح يوسف البالغة من العمر 47 عاماً التي اعتقلت عام 2017 بعد انتقادها إقامة سباقات "الفورمولا ون" في البحرين مع تزايد الانتهاكات لحقوق الإنسان والعنصرية والنظام الحاكم، لصحيفة اندبندنت "تعرضت للاغتصاب، تم سحق كرامتي"، كانت شهادتها جريئة ومهمة كونها صادرة عن امرأة تعيش في مجتمع الخليج العربي المحافظ، وبعد خمسة أيام من التعذيب والتهديد بالقتل والاعتداء الجنسي أجبرت على التوقيع على اعتراف قسري.
لمدة ستة أشهر في السجن لم يسمح لنجاح يوسف برؤية أطفالها، وهو أمر ليس بغريب فالعديد من الأطفال لم يروا والديهم الذين تعرضوا للاعتقال والعنف الذي أفقدهم حياتهم داخل سجون السلطات البحرينية هذا ما أكدت عليه نجاح يوسف التي قضت ثلاثة سنوات في السجن ليتم الإفراج عنها بعفو ملكي كما قام معهد البحرين للحقوق والديمقراطية بحملة دولية للإفراج عنها، بلغت هذه الحملة ذروتها أثناء سباق جائزة البحرين عام 2019.
قضية اعتقالها صورت حقيقة البحرين حول الحقوق
كان فريق الأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي قد توصل إلى أن نجاح يوسف تعرضت "للمعاملة الوحشية" كما حُرمت من حريتها بسبب ممارستها لحقها في حرية الرأي والتعبير، كما حمل الفريق الفورمولا ون مسؤولية الانتهاكات التي تعرضت لها نجاح يوسف وتقديم "بيانات عامة للحكومة البحرينية" لضمان إعادتها إلى عملها ومنحها "تعويضاً مرضياً" عن سنوات الاحتجاز التعسفي فيما يتعلق بالفورمولا ون.
لم تكن التهديدات والانتهاكات والإساءة التي تعرضت لها نجاح يوسف على أيدي عناصر أجهزة الأمن البحرينية، كافية لتكميم فاهها عن جرائم السلطات البحرينية بحق المعتقلين، بل تحدثت بشجاعة عنها حيث كتب رواية شخصية قالت فيها "كل لحظة أقضيها في السجن في البحرين تلطخ سمعة الفورمولا ون"، كما وصفت بالتفصيل الانتهاكات المروعة والاعتداءات الجنسية على أيدي ضباط الأمن البحريني، إلا أنه بعد إطلاق سراحها من السجن تم طردها من وظيفتها في القطاع العام.
وفي إطار الانتقام من نشاطات نجاح يوسف قامت السلطات البحرينية عام 2021 باعتقال نجلها كميل جمعة منصور عندما كان قاصراً وإخضاعه لأكثر من عشرين محاكمة بتهم مختلفةً وإجباره على توقيع على محاضر معدة مسبقاً.
لم تكن قضية نجاح يوسف فريدة من نوعها بالنسبة لدولة خليجية مكتفية اقتصادياً كالبحرين، فهي قضية واحدة من عدة قضايا على مدى السنوات الست الأولى للانتفاضات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، حيث انتهكت الحكومة البحرينية التزاماتها في مجال حقوق الإنسان بحسب الأمم المتحدة.
كانت نجاح يوسف واحدة من بين ست سجينات سياسيات بسجن مدينة عيسى إحداهن هاجر منصور المسجونة بشكل تعسفي وغير قانوني بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة، وقد ذكرتها نجاح يوسف في روايتها حيث قالت إنها كانت أيضاً معتقلة ومن شدة ما تعرضت له من تعذيب واعتداء نقلت إلى المستشفى، كما أنها كانت مقيدة لعدة أشهر من الوصول إلى نتائج تصوير الثدي بالأشعة السينية.