رواية "وحيدة"
"وحيدة" رواية كفاح امرأة من أجل البقاء ولاستعادة نفسها بعد أن فقدت هُويتها، أظهرت فيها الكتابة زينب فتشار مدى التشابه بين المرأة والوطن.
الكاتبة التركية زينب قتشار ولدت عام 1972، درست التمثيل والنقد المسرحي والدراما بجامعة إسطنبول، وهي كاتبة مسرح تروي مسرحياتها قصص النساء، كتبت العديد من المسرحيات التي حققت نجاحاً وشهرةً واسعة وترجمت إلى لغات مختلفة، كما عرضت في تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وتايوان والسويد.
نشرت لها روايتان وهما "صدف" عام 2017، ورواية "وحيدة" عام 2021، التي فازت بجائزة آتيلا إلهان إحدى أهم الجوائز الأدبية في تركيا، تروي الكاتبة قصة فاراي التي كانت تحلم بأن تكون مغنية إلا أن حلمها تحطم بفضل زوجها الذي تحول إلى رجل دين ومنعها من ممارسة ابسط حقوقها كالخروج من المنزل، بعد عشرة سنوات من الزواج.
فاراي امرأة وحيدة وزوجة مقهورة وأم مغلوبة على أمرها، أضاعت نصف عمرها هباء مع طبيب تحول بعد عدة سنوات إلى دجال وشيخ منعها من ممارسة عملها والخروج إلى الشارع وانتزع منها طفلتها بحجة أنها مقصرة في دينها، كما أنه كان يعاملها كأي جماد في المنزل مصنف تحت ملكيته.
سلطت الكاتبة الضوء على موضوع التشدد الديني في تركيا خاصةً وفي المجتمعات الشرقية عامةً، وما ينتج عنه من ضرر على المرأة التي تعامل وكأنها حاضنة للأنجاب فقط.
كانت فاراي نموذجاً عن عدد من الفتيات اللائي تم قمعهن وإجهاض أحلامهن بحجة اتباع أوامر الدين، هذا ما منح الرواية بعداً اجتماعياً شديد الأثر والتعقيد.
استخدمت الكاتبة أسلوب سرد مميز حيث انتقلت بين الحاضر والماضي باحترافية وأسلوب ممتع، كما برعت في وصف حالة بطلتها بشكل أساسي، وتصوير كيف تحوّلت إلى شخصية وحيدة بكل ما تمثله الكلمة من معاني، لدرجة أنها تشعر أنها غير مرئية.
استطاعت الكاتبة أن تقدم من خلال بطلتها، وجوانب من أبطال الرواية الآخرين صورة للمجتمع التركي المقسّم بين عادات وتقاليد شرقية تفرض على المرأة السمع والطاعة والالتزام بأوامر الرجل من جهة، وكيف يمكن أن تقاوم تلك المرأة في لحظة وعي وإدراك كل ما حولها، وتفرض وجودها وتتمكن من تنفيذ رغباتها، حتى بعد سنوات من القمع والظلم.