لوحة "الشهيدات البلغاريات"
التجاوزات التي تعرضت لها المرأة في بلغاريا خلال الحرب مع العثمانيين، صورها الفنان الروسي كونستانتين يغوروفيتش ماكوفسكي في إحدى لوحاته الزيتية.
كونستانتين يغوروفيتش ماكوفسكي (1839 -1915) كان رساماً روسياً ذائع الصيت، ظهرت العديد من لوحاته بصورة مثالية عن أساليب الحياة في روسيا قبل قرون خلت، كما يعتبر ممثلاً لفن الصالونات الثقافية.
صور في لوحته الزيتية "الشهيدات البلغاريات" مشاهد اغتصاب النساء البلغاريات من قبل العثمانيين أثناء قمع انتفاضة نيسان/أبريل عام 1876، فجسد في لوحته التي رسمها عام 1877 أفظع الجرائم التي ارتكبها العثمانيين بحق النساء خلال قمع الانتفاضة في بلغاريا التي شنت ضدهم.
النفوذ اليوناني كان محدودًا بسبب الاستياء البلغاري العام للسيطرة اليونانية على الكنيسة البلغارية، فثار البلغاريون من أجل إحياء الكنيسة البلغارية في نيسان/أبريل عام 1876، لكن الخطأ كان يكمن في حصر الثورة بمناطق معينة فقط وهذا ما سهل عملية قمعها.
فقام العثمانيين بطلب الدعم من قوات غير نظامية من خارج المنطقة، وتم نهب عدد لا يحصى من القرى وقتل عشرات الآلاف من الناس، وارتكبت أبشع الجرائم بحق النساء من اغتصاب ثم قتل.
تظهر في اللوحة امرأة مغمة عليها وممددة على الأرض، فيما تقف امرأة أخرى فوقها وبيدها طفل عاراً، يمسك بها اثنان من جنود العثمانيين.
المشهد تمع الفوضة والدمار توسطه رجل بقبعة فروية يحمل على ظهره بندقية، يضع ذراعيها على خاصرتيه مراقباً المشهد بكل برود.