لوحة "الأم المفقودة"

طفلان صغيران أحدهما رضيع والأخر لم يتجاوز الخامسة من عمره يجلسان وحدهما وسط الغرفة ينتظران أمهما المفقودة، مشهد غاية بالأبداع صورته الفنانة هيلينا ويسترمارك في لوحتها.

 

فنانة سويدية درست بأكاديمية الفنون البصرية في هيلسنكي بين عامي (1874 ـ 1877)، ثم أتمت دراستها تحت توجيه أدولف فون بيكر حتى عام1880، لتنتقل فيما بعد للعيش بباريس لتدرس بأكاديمية كولاروسي، وهي الفنانة هيلينا شارلوتا ويسترمارك التي ولدت عام 1857 وتوفيت عام 1938.

عملت لفترات طويلة في فرنسا حيث طورت أسلوباً واقعياً خاصةً في البورتريهات ورسم الأجسام البشرية، وبعد اشتراكها بمعرض يونيفرسيل عام 1889 قررت الفنانة هيلينا ويسترمارك اعتزال الرسم والتفرغ للكتابة فقط. كما أنها قدمت مساهمة كبيرة كباحثة من خلال أعمالها الثقافية والتاريخية، من بينها كتابة سير عدة شخصيات نسائية الذي نشر عام 1941.

رسمت لوحتها الشهيرة "الأم المفقودة" عام 1891، عنوان اللوحة وحده يحمل معاناً كثيرة فاختفاء الأم يترك فراغ كبير في حياة أطفاله الذين يعتمدون عليها كلياً، صورت في اللوحة طفلين في غرفة وحدهما حيث سيطر على المشهد الصمت والسكون والانتظار.

يظهر في المشهد الذي يلوحه القلق والخوف طفل رضيع في سريره وبجواره شقيقه الأكبر يهزه وينظر إلى المشاهد مباشرة نظرة الخوف والقلق في انتظار والدته المفقودة بحسب عنوان اللوحة.

الغرفة ورغم كل ما فيها من أغراض إلا أنها تبدو فارغة صامتة، فعلى اليسار هنالك منضدة وفوقها بعض الرفوف، وفي الجدار الأوسط نافذة توسطها نبتها صغيرة، وفي الخارج تظهر غابة كثيفة الأشجار فوقها السماء الصافية.

أبدعت الفنانة بإيصال رسالتها من خلال رسمها المتقن لملامح وجه الطفل وطريقة جلوسه، فكانت لغة الجسد هي وسيلتها لإيصال ما كانت تسعى له.