كتاب "ولادة ثانية"
مذكرات الكاتبة الأمريكية سوزان سونتاغ تكشف فيه عن كل الضعف والانكسارات التي مرت في حياتها حتى أصبحت تلك المرأة القوية الصارمة والمستقلة.
سوزان سونتاغ (1933ـ 2004) روائية ومخرجة وناشطة سياسية أمريكية، كاتبة مقالات وروايات نشرت أول رواية لها عام 1964، لتنشر بعدها ثمانية أعمال روائية أخرى.
فتميزت سوزان سونتاغ بتحليلاتها الذكية الواثقة ولغتها القوية والمستقلة، لكنها في كتابتها لمذكراتها بعنوان "ولادة ثانية" والتي صدر عام 2016 عن دار المدى للنشر والتوزيع في العراق، لم تظهر للقارئ تلك المرأة القوية الصارمة، بل على العكس روت عن كل الأخطاء التي مرت بها إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة من النضج.
كانت شخصية الكاتبة سوزان سونتاغ غامضة ومتحفظة جداً وكان صدور هذا الكتاب مثير للغاية بالنسبة لقرائها ومتابعيها، لم تنشره هذا الكتاب في حياها فقام ابنها بنشر مختارات من يومياتها على شكل كتاب بثلاثة أجزاء، وتناول هذا الجزء حياتها بين عامي (1964ـ 1974).
بدأت سوزان سونتاغ بكتابة يومياتها وهي في عمر الخامسة عشرة، كتبتها لنفسها ولم تكن ترغب في نشرها، ذكرت فيها نقاط ضعفها ومحطات الخيابة والخذلان التي مرت في حياتها، بالإضافة إلى لحظات الانكسار والألم التي عاشتها ولم يعلم بها أحد.
كانت تساند نفسها وتهون عليها وتروي لها كل التفاصيل اليومية الروتينية التي تعيشها، وذلك لأنها كانت تؤمن بأن اليوم الذي ذهب لن يعود، وأن كل يوم هو مختلف عن سابقه حتى ولو تكرر فيه الأفعال اليومية، فهنالك اختلاف ولو بسيط يجعله أفضل أو أسوء.
كتبت مذكراتها منذ سنوات المراهقة إلى أخر أيامها في الحياة، ولم تكن تطلع أحد على كتاباتها بخلاف بعض الكتاب الذين يقرأون للأشخاص المقربين منها ما كتبوا لاستطلاع رأيهم ومشاركة بعض الأفكار، لم تكن سوزان سونتاغ امرأة تقليدية أبداً بل كانت مميزة بكل أفعاله وكتاباتها.