كتاب "قصة حياتي"

سيرة ذاتية للكاتبة الأمريكية هيلين كيلر تسرد فيه صراعها مع الإعاقة وقدرتها وصناعة تاريخ أدبي مثير للاهتمام.

الكاتبة الأمريكية هيلين كيلر (1880ـ 1968)، فقدت بصرها وسمعها بعد نوبة مرضية عانت منها في سن الـ 19 شهراً، لتصبح معزولة عن العالم في قوقعة من الظلام إلى أن التقت بمعلمتها آن سوليفان التي قامت بتعليمها القراءة والكتابة في سن السابعة، لتلتحق فيما بعد بالمدارس العامة والخاصة وتكمل تعليمها.

وعملت في المؤسسة الأمريكية للمكفوفين (AFB) ما بين عامي (1924 ـ 1968)، وخلال هذه الفترة قامت بجولة في الولايات المتحدة، وسافرت إلى 35 دولة حول العالم، وكانت ناشطة سياسية ومحاضرة ومدافعة عن حقوق المعاقين، وحقوق المرأة وحقوق العمال ومناشدة للسلام العالمي.

ونشرت هيلين كلير ثمانية عشر كتاباً ترجمت إلى خمسين لغة، وكان لها المئات من الخطابات والمقالات حول مواضيع مختلفة، وفي عام 1909 انضمت إلى الحزب الاشتراكي الأمريكي، وكانت عضواً مؤسساً في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.

وبدأت هيلين كيلر بكتابة "قصة حياتي" عام 1902 عندما كانت لا تزال طالبة في الكلية، ونشرته لأول مرة عام 1903، وهو السيرة الذاتية لها تشرح فيه تفاصيل حياتها مركزة على تجربتها مع معلمتها آن سوليفان، وتم تحويل جزء منه إلى مسرحية عرضت في عام 1957، كما أنتج عنه فيلم طويل عرض عام 1962.

وتناول الكتاب تفاصيل حياتها ومعاناتها وقدراتها وأرادتها التي جعلت منها شخصية مهمة ومرموقة، رغم فقدانها لسمعها وبصرها الأمران اللذان لم يكونا عائقاً أمامها للتعلم والحصول على أرفع الدرجات الأكاديمية من أهم الكليات في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت أول شخص أصم ومكفوف يحصل على درجة البكالوريوس في الآداب.

كما قدم الكتاب شرح مختصر حول كيفية تعلمها للغة عن طريق اللمس، ورغم صعوبة الأمر إلا أن المحاولات الدؤوبة من معلمتها التي عانت كثيراً استطاعت تحقيق الهدف.

وعرض الكتاب بعض الرسائل التي كانت ترسلها إلى أفراد عائلتها وأصدقائها الذين كان معظمهم من الشخصيات الشهيرة في مجال الأدب والعلم، وأتضح من تلك الرسائل اللغة الرفيعة استخدمتها في كتاباتها والتي فاقت حتى لغة معلمتها.

لتثبت أن الإعاقة مهما كان نوعها لن تستطيع أن تقف عائقاً أمام أرادة المرأة وسعيها لتحقيق أحلامها وطموحاتها.