هاريت توبمان ... أيقونة النضال ضد العبودية

هاريت توبمان أيقونة النضال ضد العبودية والرق في الولايات المتحدة الأمريكية، هي أول امرأة سوداء يتم وضع صورتها على العملة النقدية الورقية في البلاد التي لطالما عانى السود فيها من الاستعباد

مركز الأخبار ـ .
هاريت توبمان امرأة لم ترضخ للعبودية دافعت عن حقوق الإنسان فكانت ناشطة في مجال تحرير الرق وحق المرأة في التصويت.  
ساعدت السود في عمليات الهروب من جلاديهم في القرن التاسع عشر عبر سكة الحديد، كانت ضحية للعبودية قبل أن تستطيع الهرب في عام 1849.
"الحرية أو الموت" كان شعارها فسجل التاريخ اسمها بين أبرز المساهمين في إنهاء عقود من العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية.     
انتصارات هاريت توبمان لم تتوقف حتى بعد مرور أكثر من قرن على وفاتها، في عام 2016 تم استبدال صورة الرئيس الأمريكي الذي كان يملك العبيد أندرو جاكسون بصورة هاريت توبمان على عملة من فئة عشرين دولار باعتبارها رمزاً وطنياً شاركت في تحقيق الديمقراطية في البلاد. 
 
العبدة التي لا تنفع
بعد أن أصيبت أرامنتا روس وهو الاسم الذي أعطي لها عند ولادتها في عام 1820 في رأسها قال رئيسها أنها "لا تساوي ستة بنسات" كان عمرها آنذاك 13 عاماً.
لآخر سنوات حياتها عانت من الصرع بعد أن القى عليها المشرف عندما كانت تبتاع بعض المستلزمات مطرقة تزن حوالي رطلين أصابت رأسها. رفضت مساعدة هذا السيد بتقييد أحد العبيد بعد محاولته الهرب وبدلاً من ضرب الهارب تعرضت جمجمتها للكسر، تقول عن تلك الفترة "الدم والعرق كانا يسيلان على وجهي حتى حجبا عني الرؤية".
بعد اصابتها بقيت يومين جالسة على مقعد بدون أي عناية طبية، أما عائلتها التي لم تملك القدرة ولا الحق في معالجة ابنتها بقيت تراقب حالتها بقلق.
بقيت هاريت توبمان شهرين على هذه الحالة. لم يكترث لها المُلاك بل إنها أصبحت عالة عليهم لم يقبل أي سيد بشرائها.   
الخوف من البيع وفقدان عائلتها للأبد دفعاها للهروب، ففي عام 1849 عاد المرض إليها وازدادت نوبات اغمائها، حاول مالكها ويدعى إدوارد بروديس التخلص منها بشتى الطرق لكن أحداً لم يقبل شرائها.
بعد موت والد إدوارد بروديس زاد حقد ابنه عليها، لأنه سمعها قبل أسبوع من موت والده تطلب من الله أن يبعده عن طريقها، دعاءها على ظلم مالكها كان الوسيلة الوحيدة بيد عبدة لا تملك أي حقوق للمطالبة بمعاملة أفضل، لكن الابن لم يغفر لها موت والده، أشار أليها بأصابع الاتهام وحاول بشتى الطرق التخلص منها. 
في خريف عام 1849عندما أيقنت أنها ستباع هربت لوحدها، كانت متزوجة من جون توبمان رجل أسود لكنه حر، تزوجا منذ عام 1844 لكنها لم تستطع إنجاب الأطفال فقانون العبيد ينص على أن أبناء العبدة يكونون عبيد حتى لو كان والدهم حراً.
 
هاريت توبمان المرشدة 
لا قضبان ولا محطة، سكة الحديد التي لطالما ارتبطت بتاريخ العبيد السود في الولايات المتحدة الأمريكية لا تعني قطار حقيقي. لم تكن هناك قطارات على الواقع، كان المقصود بسكة الحديد هي الطرق التي توصل الهاربين إلى بر الأمان تمر سكتهم من المقابر ومن الأماكن المهجورة ومن الأنهار وعلى الجسور، يمشي الهاربين تارة ويستقلون إحدى العربات تارة أخرى مهتدين بنجم الشمال.
بعد هروبها في عام 1849 ساعدت العبيد على الهرب عبر سكة الحديد، بمساعدة آخرين منهم البيض المتعاطفين، هؤلاء ساعدوهم على مغادرة الأماكن التي ذاقوا فيها الهوان كما آووا وأخفوا الهاربين في منازلهم.
عندما وصلت إلى ولاية بنسلفانيا كانت قد قطعت تسعين ميلاً سيراً على الأقدام، خلال رحلة استغرقت قرابة شهر، مشت على امتداد نهر تشوبتانك. ويليام ستيل رئيس لجنة المراقبة في جمعية بنسلفانيا لمناهضة الرق تفاجئ بشكل كبير عندما أخبرته أنها قطعت هذه المسافة لوحدها ودون دليل.
سجل ويليام ستيل معلوماتها كما هي العادة مع جميع العبيد الهاربين بغرض لم شمل هؤلاء الأشخاص مع عائلاتهم، وطلب منها اتخاذ اسم جديد فاختارت اسم هاريت وهو اسم والدتها وكنية زوجها توبمان فأصبح اسمها هاريت توبمان. أخذها ويليام ستيل إلى مأوى خاص بالنساء الزنجيات، هناك وجدت الرعاية والاهتمام والعمل بأجر.
من خلال رحلتها نحو الحرية والتي كانت موحشة لكنها مليئة بالأمل والإصرار أيضاً عرفت طُرق عديدة للوصول إلى المناطق المحررة في الشمال. عندما كانت تسير في هذا الطريق لم تكن تتخيل أنها ستعود يوماً إلى جلاديها، لكن الحنين غير كل خططها.  
"كنت امرأة غريبة في ديار غريبة... لقد كان أبي وأمي وأخواني وأخواتي وأصدقائي وصديقاتي في ولاية ماريلاند يعانون العبودية بينما كنت امرأة حرة، كان حرياً بهم أن يكونوا أحراراً هم أيضاً" بهذه الجملة اختصرت الشهور التي عاشتها بعيدة عن أسرتها شعرت بالذنب كونها حرة طليقة وهم ما زالوا يعانون هناك في الجنوب.
بعد أن وفرت مالاً من عملها طلبت من ويليام ستيل إنقاذ عائلتها لكنه قال لها إنه يحاول مساعدة الجميع لكن الشبكة لا تعمل لحسابها. 
عادت خائبة الأمل إلى المنزل الذي سكنته منذ هروبها لكنها وجدت خطة لإنقاذهم؛ طلبت من المشرفة فستاناً وبذلة وبطاقة تفيد بأنها حرة لتستطيع إحضار زوجها معها، قالت بأن الله أعطاها إشارات للعودة.
لم تكن قد قررت ماذا تفعل إلا أن والدها فاجأها بأن المالكة عازمة على بيع أشقائها فخبأهم عنده في المخزن وطلب منها مساعدتهم على الرحيل نحو الشمال، كانت هذا الحادثة أول عمل لها في تهريب العبيد. 
بعد أن استطاعت تهريب أعداد كبيرة من العبيد بشجاعة لا مثيل لها ضمها ويليام ستيل إلى شبكة تهريب العبيد فأصبحت عضوة فاعلة فيها.
فعلى مدى أحد عشر عاماً استمرت في التردد على الساحل الشرقي لولاية ماريلاند في ليالي الشتاء واستطاعت تهريب 300 عبد من ضمنهم عائلتها، ولم تتوقف عند ذلك بل إنها زودت أعداد كبيرة من الهاربين بمعلومات وتوجيهات دقيقة للوصول بأمان. 
كانت تتعمد تهريب العبيد يوم السبت فيوم الأحد عطلة الصحف ولا يتم نشر بلاغات عن العبيد الهاربين حتى يوم الإثنين وهكذا يكون قد تسنى لهم الابتعاد عن المنطقة عدة كيلومترات.
آخر مهامها كانت في عام 1860 عندما عادت لإنقاذ شقيقتها راشيل وطفليها لكنها وجدت شقيقتها وقد قتلت وعجزت كذلك عن إنقاذ ابني شقيقتها بين وأنجرين إلا بدفع مبلغ كبير من المال الذي لم تكن تملكه. بدلاً من ذلك قامت بتهريب مجموعة من العبيد. 
هاريت توبمان وصفت نفسها بأنها سائق في قطار سكة الحديد وقالت بثقة أنها لم تخطأ ابداً في الطريق نحو الحرية "لم أفقد راكباً واحداً على الإطلاق". 
 
موسى والمخاطر
عبرت مع العبيد من النهر حتى أطلق عليها ويليام ويلد جاريسون الناشط ضد العبودية لقب "موسى" تيمناً بالنبي موسى الذي قاد اليهود عبر البحر. كما أطلق عليها جون براون الناشط في مجال إلغاء الرق والعبودية لقب "الجنرال توبمان".
لم يكن يخطر ببال أحد من مالكي المزارع في الجنوب أن تلك الشابة كثيرة العلل والأمراض ستكون السبب في خسارتهم للعبيد، اخفت أرامنتا روس أو مينتي كما تناديها عائلتها هويتها الحقيقية، كانت تعرف باسم هاريت توبمان أو موسى ويظن الجميع أنها رجل. 
كاد أن يقبض عليها في كل مرة لكنها تعاملت بذكاء وبسرعة بديهة مع المواقف التي واجهتها، ففي إحدى المرات تنكرت وحملت معها دجاجتين لكي توهم من حولها بأنها أحد العمال عندما رأت أحد المُلاك افلتت الدجاج لتشتت انتباهه عنها. وفي القطار حملت الجريدة وتظاهرت بالقراءة عندما شاهدت رجلاً تعرفه فتجاهلها كونه يعرف أرامنتا روس التي لا تجيد القراءة وهذه المرأة تجيدها. 
عندما أُقر قانون ملاحقة الرقيق عام 1850 أو "قانون كلاب الصيد" كما يسميه المعارضين للعبودية والذي يسمح بملاحقة العبيد الهاربين من أسيادهم والقبض عليهم وإعادتهم تعقدت مهمة هيريت توبمان، تعرض الهاربين للملاحقة تطبيقاً للقانون الذي يتيح معاقبة المحرضين أو المتواطئين مع العبيد حتى في المناطق التي تمنع العبودية.  
 
المعاناة من العبودية 
عندما قررت لجنة تهريب العبيد التي انضمت إليها بعد هروبها انتظار اندلاع الحرب الأهلية في البلاد لاقتلاع العبودية من جذورها قالت بأنها لن تنتظر الحرب لتحرير العبيد فهي أكثر من عانى من العبودية. 
فطوال حياتها كعبدة تعرضت للضرب والشتم والعمل الشاق دون رحمة وشاهدت شقيقتيها يُبعن دون معرفة وجهتهن. 
هاريت توبمان ولدت في مقاطعة دورشيستر في ولاية ماريلاند الجنوبية، حصل والدها على حريته عندما بلغ 55 عاماً من العمر لكن والدتها لم تحصل على ذلك وهو ما حال دون حصول العائلة على حريتها. 
تعرضت للضرب في طفولتها كثيراً، بعد أن عُينت كمربية للأطفال ولم تكن قد تجاوزت السادسة من العمر تعرضت للضرب بشكل متكرر، فعندما يستيقظ الطفل ويبدأ بالبكاء كانت تضرب. 
في إحدى المرات جُلدت خمس مرات قبل الإفطار آثار هذا الجلد لازمتها طوال حياتها، اتهمت بسرقة قطع من الحلوى فكان خوفها كبير حتى أنها اختبأت في حظيرة الخنازير خمسة أيام، وكانت كما كتبت في مذكراتها تتقاتل مع الخنازير على الطعام وعندما خرجت تعرضت لضرب مبرح. 
لم تُراعى حالتها الصحية أبداً كانت ترسل للعمل في مزارع أخرى. عندما أصيب بالحصبة استمر أحد المزارعين ويدعى جيمس كوك بإرسالها إلى المستنقع لتفقد فخاخ فأر المسك مما أدى إلى استفحال مرضها. وعندما كبرت عملت في أعمال الحراثة.  
 
القديسة 
بعد إصابتها في رأسها بدأت تفقد الوعي لكنها قالت إنها "تعي ما يحدث حولها"، كان ايمانها يزداد شيئاً فشيئاً، ازداد ارتباطها بالدين فرفضت تفسيرات البيض للكتاب المقدس بإن على السود تقبل واقعهم.
تحدثت مراراً عن إشارات إلهية تأتيها عندما تفقد الوعي قالت بأن الله يكلمها ويدلها على الخطوات الواجب اتخاذها في طريقها لإنقاذ العبيد، وظفت ذلك لمعرفة الطرق الأمثل للعبور، ولتجنب الخطر.
حين قالت لـ ويليام ستيل عندما كانت تلقي عليه بمعلوماتها بأن الرب يظهر لها ظن بأنها تعاني من مشاكل عقلية وكان ذلك من بين الملاحظات التي سُجلت عند اسمها. لكن كل من عرفها استطاع أن يلامس ارتباطها بالله ويتيقن من كونها صادقة في قول إن الله يبعث لها برسائل خاصة للاستمرار في نشاطها لإنقاذ العبيد. 
عندما كانت تعمل ممرضة في ميناء رويال بورت في جامايكا وتعالج المصابين بالجُدري لم تصب بالمرض وهو ما ساهم في تأكيد مقولة بأنها قديسة مباركة من الله. 
 
الحرب الأهلية 
مع إقرار قانون العبيد الهارب حتى في الولايات التي تمنع العبودية لم يعد الهروب ذا جدوى؛ فاندلعت الحرب الأهلية في 12 نيسان/أبريل 1861 واستمرت لأربع سنوات وثلاثة أسابيع. 
هاريت توبمان عملت لصالح الاتحاد الداعم لتحرير العبيد مدة عامين في الاستطلاع والتجسس وعملت ممرضة في ميناء رويال بورت في جامايكا، رأت أن انتصار الاتحاد بمثابة انتصار للسود وإنهاء عبوديتهم. انضمت للمجموعات المناهضة للعبودية في بوسطن وفيلادلفيا وقامت بتجنيد العبيد. مع ذلك استمرت في مهمتها الأساسية وهي إنقاذ العبيد حيث حررت 700 شخص منهم من ولاية ساوث كارولينا خلال إحدى حملاتها. 
عملت كذلك في مهام الاستطلاع بسبب معرفتها بالطرق، عملت مع مجموعتها على رسم خريطة ساعدت الاتحاد على دخول مناطق من ولاية فلوريدا، وجندت المحررين في جيش الاتحاد. حتى أن الصحف الأمريكية اشادت بعملها وقدرتها.  
لم تتوقف مهامها بعد إصدار الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن إعلان تحرير العبيد في كانون الثاني/يناير 1863 بل إنها قادت مجموعة واتجهت نحو الجنوب لإنقاذ المزيد من العبيد، لتصبح أول امرأة تقود جماعة مسلحة خلال الحرب الأهلية، عن تلك الحادثة تقول "لم أر منظراً كهذا قط" حيث كان العبيد رجالاً ونساء يركضون صوب القوارب وهم يحملون أطفالهم وطعامهم غير مكترثين ببنادق المزارعين التي تهددهم بالعودة. 
 
حق المرأة في التصويت
انطلاقاً من إيمانها بالحقوق الإنسانية للجميع أيدت هاريت توبمان حق المرأة في التصويت، كانت تحضر الاجتماعات التي تعقدها المنظمات المعنية بحق المرأة في التصويت، ولم تكتفي بذلك بل إنها سافرت إلى عدة ولايات للتحدث عن ذلك مستعرضة بطولات النساء، وكانت المتحدثة الرئيسية في الاجتماع الأول للاتحاد الوطني للمرأة الأفريقية الأمريكية عام 1896. 
 
الفقر يحاصر الأيقونة 
خلال عام 1858 كانت تلقي المحاضرات للتوعية بمعاناة العبيد والتشجيع على إلغاء الاسترقاق، وفي نفس الوقت كانت ملتزمة برعاية أسرتها، وتعمل على توفير مكان آمن للأمريكيين السود الذين يبحثون عن الحرية في مناطق الشمال.
في أوائل العام 1859 بنت منزلاً في مدينة نيويورك وكانت هذه المنطقة مركزاً للنشاطات المناهضة للعبودية، سكن في المنزل والديها وأصدقائها أيضاً كانت مسؤولة عنهم جميعاً، كما أنها احضرت شابة في 18 من عمرها لم يعرف حتى الآن ما سر علاقتها بهاريت توبمان يقال إنها ابنتها نظراً للتشابه الكبير بينهما لكن لا تأكيد ولا نفي لذلك الاحتمال.  
في عام 1865 بعد أن عادت إلى ولاية ألاباما بعد نهاية الحرب تعرضت للإهانة في القطار الذي كانت تستقله من قبل المسؤول عن جمع التذاكر بعد أن طلب منها الانتقال إلى عربة المدخنين، ولم يستمع لها عندما بدأت توضح له أنها موظفة حكومية بل قام برميها في عربة المدخنين عنوة مع مجموعة من الرجال البيض وقد تسببوا في كسر يدها وعدة جروح في جسدها. 
تزوجت من نيلسون ديفيز وهو أحد المحاربين في الحرب الأهلية رغم أنه يصغرها بـ 22 عاماً، وكان ذلك في عام 1869 وبعد خمس سنوات تبنت طفلة تدعى جيرتي. 
هاريت توبمان لم تحصل على معاش تقاعدي عن خدمتها في الحرب الأهلية حتى عام 1899 فجميع مطالباتها بتعويض عن سنوات الخدمة قوبلت بالرفض بحجة أنها عملت بدون صفة رسمية، فمهما قدمن من إنجازات فالنساء لا يحصلن على التقدير الكافي في مجتمع يسيطر عليه الذكور. بعد انتشار إشاعات حول حصولها على معاملة خاصة من الاتحاد آثرت التخلي عن المؤونة أيضاً. 
الفقر كان أحد الأسباب التي دفعتها لكتابة قصة حياتها فكان كتاب "مشاهد من حياة هاريت توبمان" الذي ألفته "سارة هوبكنز برادفورد" في عام 1869 أول مذكراتها، واستفادت من عائداته المالية رغم أنه تعرض للنقد بشكل كبير بوصفه غير حيادي، لتلحقه بكتاب آخر بعد عدة أعوام بعنوان "هاريت، موسى قومها" وكان قد نُشر في عام 1886 وكان أكثر حيادية من سابقه، وكان إصداره لسبب الحاجة الماسة للمال أيضاً.
 
نهاية الأيقونة
في عام 1911 دخلت دار المسنين الخاصة بالأمريكيين الأفارقة التي ساهمت بافتتاحها قبل ذلك بسنوات وهي بالأصل أرض لهاريت توبمان تبرعت بها من أجل إيواء كبار السن من السود. لكن قرار الكنيسة طلب مبلغ 100 دولار من المسنين الراغبين بدخول الدار استفزها فقالت رداً على ذلك القانون "أنا الآن أريد أن أضع قانون أنه لا يمكن لأي أحد الدخول إلا إذا كان لا يملك أي نقود على الإطلاق".
أصيبت بالتهاب رئوي حاد "ذات الرئة" وهو ما تسبب في وفاتها في آذار/مارس 1913 بمدينة نيويورك، لكنها دفنت في مدينة أوبورن في العاصمة واشنطن مع مرتبة الشرف العسكرية في مقبرة فورت هيل. 
منزلها أصبح متحفاً، وفي عام 1937 تم وضع شاهد على ضريحها بواسطة اتحاد امباير ستيت للأندية النسائية وأدرج هذا الضريح ضمن الأماكن التاريخية عام 1999. 
وفي عام 1944 أطلقت لجنة الملاحة البحرية ولأول مرة اسم امرأة سوداء وهي هاريت توبمان على سفينة حربية.  
كذلك أصدرت البلاد في عام 1978 طابعاً تكريمياً باسمها.
وفي القرن العشرين نالت العديد من التكريمات حيث أن اسمها أدرج من بين أعظم مئة شخصية أمريكية من أصول افريقية في عام 2002، وفي عام 2008 أدرجت جامعة تاوسون اسم هاريت توبمان على أحد قاعاتها الرئيسية.
وفي عام 2013 وقع الرئيس باراك أوباما على مرسوم لإنشاء معلم وطني لنفق سكة الحديد في الساحل الشرقي كذكرى لانتفاضة العبيد وإنجازات هاريت توبمان.