فتانه وليدي صاحبة الصوت الشرقي الجميل

أبدت الفنانة فتانه وليدي حبها للغناء منذ أن كانت طفلة في المدرسة وغنت لأطفال صفها. استمر حبها هذا حتى مرحلة دراستها في جامعة طهران وأصبحت بفضل حبها للفن مغنية كبيرة في شرق كردستان

مركز الأخبار ـ .
ولدت فتانه وليدي عام 1953 في مدينة سنه بشرق كردستان ضمن عائلة محبة للفن. خلفية العائلة الفنية وارتباطها بها خُلق مع فتانه منذ الولادة ووجهها نحو حب الغناء. في طفولتها كانت تغني باللغة الكردية بين الطلاب في الصفوف الدراسية. عندما وجدت الطلاب يحبون صوتها ويستمتعون به ازداد حبها لصوتها أكثر وزاد ارتباطها ومتنت علاقتها بالفن. كانت تستمع إلى المطربين الكرد، وتحفظ أغانيهم في ذاكرتها وتغنيها لطلاب صفها في اليوم التالي. كل هذا أصبح لها بمثابة اختبارات البداية وزادها شجاعة لمتابعة الفن. ومع مرور الوقت عُرفت فتانه بصوتها وأغانيها الكردية الجميلة وأصبحت تغني وتلبي الدعوات للمشاركة في الحفلات. استمرت في سنوات الدراسة بهذه الطريقة حتى وصولها إلى الجامعة وأصبح واضحاً ما هو المجال الذي ستختار دراسته في الجامعة. تبين أن فتانه ستختار قسم الفنون الجميلة اختصاص الغناء في الجامعة لذا حاولت تدريب وتثقيف صوتها أكثر.
أولى أغانيها... صبر بائعة الورد "Sebra gulfiroş" 
أنهت فتانه وليدي الدراسة في المعهد العالي للموسيقا في العاصمة الإيرانية طهران. وفي سبعينيات القرن العشرين عرفت الموسيقا العالمية وتعلمتها من خلال والدها محمد شريف وليدي وفرقة كامكار الموسيقية. أول أغنية قامت بتسجيلها كانت بعنوان صبر بائعة الورد "sebra gulfiroş" في ذلك الوقت تم توزيع هذه الأغنية وانتشرت على نطاقٍ واسع، تم الاستماع إليها واشتهرت فتانه بهذه الأغنية. 
سجلت 56 أغنية
ظهرت فتانه وليدي في مرحلة منع فيها النظام الإيراني المرأة من الغناء وكان كل شخص يريد في قرارة نفسه أن يتواجد صوت أنثوي في الفرق الموسيقية. غنت ضمن الفرق الموسيقية مرتدية الزي الكردي. ومع مرور الوقت شاركت صاحبة الصوت الشرقي الجميل في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وتحدثت باللغة الكردية وغنت من أعماق قلبها. سجلت 56 أغنية في كل من إذاعة سنه وكرمانشان. سُمع صوتها في أجزاء كثيرة من شرق كردستان وإيران. عبرت فتانه عن مدى حبها وتعلقها ببلادها من خلال صوتها.
نسّاجة ومغنية مدينة سنه
في الوقت الذي وقعت فتانه وليدي في الحب وعبّرت عن مشاعرها من خلال صوتها. كانت تقوم بغزل الصوف على المغزل بشكلٍ جيد وتغني أثناء غزلها بشكلٍ جميل جداً. في السنوات الأخيرة من عمرها عانت من مرضٍ عقلي وعاشت بمفردها في المنزل بسبب حبها الأحادي الجانب الذي أدى بها إلى الشعور بالوحدة. في تلك المرحلة كانت تربي طائراً لديها، تتحدث معه دائماً وتغني له الأغاني. أثّرت عليها وفاة والدها أكثر من مرضها. فبعد وفاة والدها في عام 2017، ظلت وحيدة واشتد عليها المرض. وبسبب مرضها تم نقلها إلى مستشفى بهار في حي بهاران في مدينة سنه.
في كل الشوارع ومن بين حجارة مدن شرق كردستان دائماً يُسمع صوت فتانه وليدي العذب وهي تغني أغاني مثل “Ey dilî xemîn im bo çî bê qerar î, le jîn bêzar im”,، “lay lay dil im lay le baxî Sine me, ey le des yarim malwêran im”,، “le ser rûyê qametî yar”, “kew mil kew mil  kew milke”,، “hatewe yarim yarî wefadar im”.وغيرها من الأغاني الجميلة.
"غنينا معاً في نفس المدرسة"
أوضحت الفنانة شاهين طالباني صديقة المغنية فتانه وليدي أن حبها للغناء والفن كان منذ الطفولة وقالت "درسنا وغنينا معاً في نفس المدرسة. كنا نقضي الوقت معاً طوال اليوم، كانت تبدو دائماً حزينة. ولأنني في ذلك الوقت كنت طفلة لم أعِ أو أتساءل عن معنى هذه الأحزان العميقة التي كانت تبدو واضحة على وجه فتانه وليدي، فقط كان يتملكنا الحماس لأننا سنغني معاً مرة أخرى. في ذلك الوقت كان العمل الفني صعباً للغاية بالنسبة لنا نحن الفتيات، لأننا لم نكن نستطيع الغناء براحة وسهولة. ومع ذلك قمنا بالكثير من الأعمال معاً وسعينا وراء حبنا للفن. تمت دعوتنا وذهبنا معنا إلى طهران، حيث مكثنا مدة أسبوع. وبحبها للغناء نمّت مكانتها في قلوب الناس. وهي الآن مغنية محبوبة ومشهورة ..." 
"غنت وهي في العاشرة"
تحدث الفنان هوشنك شكرفت الذي كان صديقاً للعائلة لمدة 45 عاماً وغنى مع فتانه وليدي عن حياتها "لقد بدأت بالغناء الكردي مذ كانت في العاشرة من عمرها. كانت تغني بفرحة وبهجة كبيرة، كان واضحاً من حماسها وفرحتها مدى حبها للغناء. عبرت عن مشاعرها في أغانيها. كانت فنانة طيبة ونقية القلب ومخلصة".