بسمة بنت سعود... مؤسسة نظرية القانون الرابع

ناشطة حقوقية فُرضت عليها قيود إثر مطالبها الحقوقية في قضايا إنسانية تخص المرأة والطفل، الإعلامية السعودية بسمة بنت سعود أسست نظرية مسار القانون الرابع لمعالجة حالات الفقر والفساد وانحدار المستوى التعليمي

مركز الأخبارـ .
 
حياة التنقل والدراسة 
ولدت ضمن عائلة ملكية في الرياض في بداية آذار/مارس عام 1964، وترجع أصول والدتها جميلة مرعي إلى منطقة اللاذقية السورية، ووالدها الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، تعد بسمة بنت سعود الأخت الصغرى لسبعة أخوة يعرفون بآل خالد نسبة للأخ الأكبر الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، تزوجت من شجاع بن نامي بن شاهين الشريف عام 1988، وهي أم لخمسة أولاد.
تلقت تعليمها خارج حدود بلادها، ودرست المراحل الابتدائية والمتوسطة في لبنان، وبسبب نشوب الحرب الأهلية اللبنانية انتقلت إلى بريطانيا عام 1975، ثم التحقت بجامعة "Richmond uk" بولاية فرجينيا الأمريكية لدراسة العلوم الاجتماعية، انتقلت بعدها إلى سويسرا ودخلت الجامعة الأمريكية في لوزان وتابعت تعليمها في العلوم الاجتماعية.
في عام 1982 دخلت كلية الطب وبقيت بها لمدة عام، ثم انتقلت لدراسة الأدب الإنكليزي بجامعة تشرين السورية غير إنها لم تكمل سوى عام واحد من دراستها، وانتقلت بعدها إلى العاصمة اللبنانية بيروت لتقلي تعاليم علم النفس في الجامعة العربية، كما أنها أتقنت اللغة الفرنسية.
 
نظريتها "مسار القانون الرابع" 
عقب ثورات الربيع العربي التي جرت أحداثها بدءاً من عام 2011، عملت بسمة بنت سعود على تأسيس نظرية القانون الرابع في عام 2012، والتي تتضمن الحلول المناسبة لمعالجة حالات الفقر وانحدار المستوى الأمني والتعليمي في الشرق الأوسط، الذي تم تسجيله وتوثيقه من خلال مركز غورا في بريطانيا في الاتحاد الأوربي عام 2014.
وألفت كتاب "القانون الرابع أطروحة القرن الواحد والعشرين" وقع عليه في معرض الرياض الدولي للكتاب ومعرض البحرين الدولي للكتاب سنة 2016، والكتاب عبارة عن طرح اجتماعي واقتصادي وتعليمي في إطار قانوني للبحث عن حلول، ويعد محاولة لتقديم رؤية جديدة تعكس التطور الفكري الذي بات يشهده العالم أجمع. وقد تم نشره باللغة الإنجليزية قبل أكثر من أربعة أعوام في العاصمة البريطانية لندن وكذلك الاتحاد الأوروبي ومؤخراً في مكتبة الكونجرس الأمريكي.
كما أن كثير من دول العالم منها أمريكا وبريطانيا أخذت بعين الاعتبار بتوصيات ومجالات النظرية التي أنشأتها بسمة بنت سعود فيما تتعلق بمجال الأمن القضائي والفكري والبيئي والاقتصادي، ففي بريطانيا تم اقتباس الكثير من فقرات مسار القانون الرابع التي تتضمن حقوق الإنسان، بعد أن ألقت محاضرة في جامعة كامبريدج عام 2012، إضافة إلى فرض كل التوصيات التي قدمتها في مسار القانون خلال فترة تواجدها ببريطانيا عام 2011 ـ 2014.  
وحصلت الكاتبة بسمة بنت سعود على إجازة لمراقبة حقوق الإنسان عالمياً، إضافة إلى مراقبة الجيوسياسية للتحولات والتطورات العالمية. كما تم إنشاء مركز تدريب في شتى المجالات "الأمنية والإدارية والاقتصادية" المتعلقة بثقافة مسار القانون الرابع عالمياً.
رُفضت فكرة بسمة بنت سعود بتطبيق قانون مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي ووضع قوانين خاصة بها، عندما طرحتها في مركز البحوث التابع لجامعة يل في نيويورك عام 2011، بحضور رؤساء شركات كل من غوغل وياهو ومايكروسوفت الإلكترونية.
 
مطالبها 
ركزت بسمة بنت سعود على الأمور الاجتماعية وخلق فهم للتحديات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية وشتى أنحاء البلاد العربية والعالم، بحيث كان لها رؤية خاصة في الشأن العربي وتفاعلاته مع الشأن الدولي من النواحي السياسية والاجتماعية، واهتمت بشكل خاص بقضايا المرأة والطفل.
كما أنها حضرت دعوة لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث بالمقر البابوي للمشاركة في الهيئة الدولية التي تنظمها لمساعدة الشعوب خاصة المرأة والطفل.
كان من ضمن آراءها تغيير ما تراه مناسب في بلادها، وهي أن يسمح للمرأة بقيادة السيارة، وتخفيف قوانين الطلاق المجحفة بحق المرأة، وصياغة دستور مناسب يعامل الجنسين على قدم المساواة أمام القانون، إضافة إلى الإصلاحات العامة والخاصة بالنظام التعليمي.
 
ظهورها الإعلامي
في عام 2006، باشرت نشاطها بالكتابة لوسائل الإعلام السعودية في جريدة المدينة، حيث خصص لها عمود أسبوعي "الرأي الآخر" نقلت من خلاله معاناة الشعب السعودي وحاولت إيصال صوتهم للرأي العام وأصحاب القرار، كما طالبت بالتعديلات الحكومية، لكن هذا العمل لم ينسجم مع توجهات الحكومة وإدارتها. 
انتقلت بسمة بنت سعود للاستقرار في لندن بعد أن أعلنت طلاقها من شجاع بن نامي إثر خلافات عائلية عام 2007، وأصبحت معروفة إعلامياً بعد أن سلطت الأضواء على العديد من المسائل التي تعيق دور المرأة، والقضايا الخاصة بالفساد والقضايا الإنسانية، كما شجعت على القيام بإجراءات وإصلاحات دستورية في السعودية والتي من شأنها أن تحد من الطائفة الدينية المتشددة وتكرس حقوق المرأة في القوانين السعودية.
لاقت انتقادات وتلميحات حادة حين دعت إلى الحياة الديمقراطية في جميع أنحاء المدن السعودية خلال الربيع العربي، لكن آراءها لم تلقى قبولاً على الوسط الحكومي وخاصة لدى العائلة المالكة للبلاد.
في عام 2016، أغلقت بعض شركاتها في لندن وعادت إلى السعودية، ونقلت ما تبقى من مشاريعها العملية إلى بناتها في عام 2018، ومنذ كانون الثاني/يناير 2018 لم تسجل أي حضور إعلامي، أي بعد إجراء "بي بي سي العربية" مقابلة معها ومطالبتها بإنهاء الحرب السعودية في اليمن.
 
بسمة... المرأة التي رفضت الخضوع لعمليات الابتزاز
تعرضت بسمة بنت سعود في حياتها العملية للكثير من التهديد وعمليات الابتزاز، كان غرض المهددين مادياً يخدم حساباتهم المصرفية لتقوم بالتحويلات النقدية إلى حساباتهم، كما حاولوا نشر شائعات حولها ببث مقاطع مرئية تظهر فيها أمام كاميرات الحاسوب وهي تدخن وتوجه قبلة للكاميرا على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها رفضت الخضوع لما يحاك ضدها، واتجهت للحديث إلى وسائل الإعلام.
 
قيود فرضت عليها نتيجة مطالب حقوقية
اعتقلت الناشطة الحقوقية بسمة بنت سعود مع ابنتها سهود الشريف في مارس/آذار عام 2019، على الرغم من تصاريح السفر والسماح لها بالسفر إلى خارج البلاد للحصول على الرعاية الصحية ولتلقي العلاج في سويسرا، إلا أن القيود قد فرضت عليها في الحركة والسفر بشكل سري، بسبب مطالبها الحقوقية وآراءها القوية، إضافة لدورها كناقدة متحدثة عن الانتهاكات الموجودة في البلاد. وقد صرح المحامي ليونارد بينيت الذي رتب شؤون سفرها بأن طائرتها لم تقلع ولم يسمح لها بالمغادرة.
بعد مرور شهرين من اعتقالها، عادت إلى الظهور لكنها بدت وكأنها رهينة، إضافة إلى أنها لا تستطيع الحديث والاتصال بشكل علني لأنها مراقبة، ويعتقد أنها معتقلة في سجن الحاير في الرياض، لمنعها من المغادرة والتحدث للإعلام. 
تعاني بسمة بنت سعود من مشاكل صحية وهضمية، إضافة إلى هشاشة العظام واضطرابات في القلب، حسب السجلات الصحية، كما أنها لم تتلقى أي رعاية طبية كافية لمعالجة وضعها السيء.
 
أعمالها 
ترأست الأميرة بسمة بنت سعود إدارة شركة البراعم المختصة في المطاعم ومقهى كريز للفنون والمطبخ التشكيلي في جراند بارك حياة جدة، كما أنشأت شركة أنسيد القابضة كمظلة تحتضن جميع أعمالها المالية والإنسانية، وأنشأت مركز بسمة الشامل للتدريب على أمن المرأة.
وتولت رئاسة مجلس إدارة شركة أنفيرو للحلول البيئية ورئيسة مجلس إدارة مركز صدى الحياة، وتعمل في مجالات تقديم الاستشارات وتقديم الأبحاث والأوراق النقدية والعلمية في المؤتمرات وورش العمل الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، ذات العلاقة بالشؤون السياسية والاقتصادية والإنسانية الإعلامية.
 
التكريم
في عام 2014، فازت بسمة بنت سعود بوسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيراً في العالم في قائمة السلام وحقوق الإنسان. كما تم تتويجها في شباط/فبراير عام 2016 بجائزة "Trumpet Awards" العالمية لحقوق الإنسان، التي أضافت إشراقة جديدة على سجل المرأة في الشرق الأوسط المعروفة بالتميز والإبداع محلياً وعربياً وعالمياً.