أول امرأة تتولى رئاسة تنزانيا

سامية حسن أول امرأة تشغل منصب رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، نفذت إصلاحات ديمقراطية عديدة وعكست سياسات سلفها في قمع المعارضة السياسية، كما عملت على توسيع البنية التحية.

مركز الأخبار ـ سامية صولحو حسن سياسية تنزانية تشغل منصب رئيس تنزانيا حالياً وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب، عكست سياسة سلفها تجاه المعارضة السياسية ومواجهة جائحة كورونا ووسعت البنية التحية وعولمة الاقتصاد التنزاني.

 

كواليس نضال سامية حسن

رئيسة تنزانيا الحالية سامية صولحو حسن ولدت عام 1960 في سلطنة زنجبار التي اتحدت فيما بعد مع تنجانيقا لتشكيل دولة تنزانيا، بعد أن أكملت تعليمها الثانوي عملت موظفةً في وزارة التخطيط والتنمية ثم تخرجت من معهد إدارة التنمية بدرجة دبلوم متقدم في الإدارة العامة، كما حصلت على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، تزوجت من ضابط زراعي متقاعدة ولها أربع أطفال وابنتها الوحيدة عضو في مجلس نواب زنجبار.

دخلت عالم السياسة في عام 2000 وتم تعيينها وزيرة زنجبار لتشغيل الشباب والنساء والأطفال، كانت المرأة الوحيدة في مجلس النواب لذلك عوملت على قدر أقل من الجدية من نظرائها لأنها امرأة، وأعيد انتخابها لمنصب وزيرة السياحة والاستثمار التجاري عام 2005.

في عام 2010 فازت بأكثر من 80% من نسبة الأصوات في انتخابات عضوية الجمعية الوطنية وعينت وزيرة الدولة لشؤون الاتحاد، وفي عام 2014 انتخبت نائبة لرئيس الجمعية التأسيسية المكلفة بصياغة الدستور الجديد للبلاد.

حصلت على درجة الماجستير في التنمية الاقتصادية المجتمعية عام 2015 وفي ذات العام جرت الانتخابات العامة وترشحت عن حزب تشاما تشا مابيندوزي المهيمن في البلاد وثاني أطول حزب حكم في أفريقيا، وتم اختيارها من بين العديد من السياسيين والمؤثرين لهذا المنصب، مما يجعلها أول نائبة في تاريخ الحزب تترشح وتفوز في الانتخابات العامة، سياستها متناقضة مع سياسية سلفها فقد قامت بزيارة زعيم المعارضة بعد أن نجى من محاولة اغتيال كان الحكومة المتهم الأول فيها.

 

تنزانيا تنعم بالديمقراطية

أعيد انتخاب سامية حسن لذات المنصب عام 2020 وعلى خلفية وفاة جون ماغوفولي في العام التالي تولت رئاسة تنزانيا بعد أن أدت اليمين الدستوري لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب وسادس رئيس للبلاد، وستكمل بقية ولاية سلفها الثانية والتي مدتها خمسة أعوام، وفي خطاب تنصيبها قالت "هذا وقت دفن خلافاتنا لكي نكون دولة واحدة، هذا ليس وقت توجيه أصابع الاتهام، لكنه وقت التشبث بأيدي بعضنا والمضي قدما معا".

وتحت قيادتها عينت لجنة خبراء لتقديم مشورات لاستجابة بلادها لجائحة كورونا، على عكس موقف الإنكار للجائحة الذي تبناه سلفها فهو لم يضع البلاد في حالة إغلاق مطلقاً ولم يشجع الناس أبداً على ارتداء الأقنعة أو التعقيم، أما سامية حسن فقد سمحت للمنظمات الدولية والسفارات باستيراد اللقاحات إلى بلادها، وحثت حكومتها على دعم الجهود الرامية لمعالجة القضايا المتعلقة بالمناخ وإزالة الحواجز التي تحول دون الحصول على التعليم وعلى رأسها تلك التي منعت الفتيات الحوامل من الالتحاق بالمدارس الرسمية، وتعهدت على استكمال مشاريع التطوير الرئيسية التي كانت متوقفة منها مشاريع السكك الحديدية وبناء محطة للطاقة الكهرومائية وتوفير الماء النظيف والكهرباء في المناطق الريفية من البلاد، وتبنت نهجاً أكثر دولية وسعت لجذب المستثمرين والسياح فقد صورت فيلم "الجولة الملكية" في أوائل عام 2021 بهدف الترويج للسياحة، وفي العام التالي حضرت معرض أكسبو بهدف الترويج للمنتجات التنزانية كما نجحت في توقيع اتفاقيات شراكة تجارية مع عدد من الدول.

مسيرتها الحافلة بالخبرات أظهرت شخصية قيادية على نحو أكبر من سلفها فخلال هذا العام أعلنت سامية حسن عن رفع الحظر الشامل عن التجمعات السياسية الذي كان سلفها قد فرضه على أحزاب المعارضة في عام 2016 واستخدم فيه الاعتقال التعسفي واحتجاز السياسيين، وأكدت في أحد الاجتماعات مع رؤساء الأحزاب السياسية "أنتم أحرار في انتقاد الحكومة"، وسمحت بإعادة فتح العديد من وسائل الإعلام المحظورة ووعدت بدعم الديمقراطية والحريات الأساسية، سامية حسن هي المرأة الوحيدة التي تتولى رئاسة الدولة في أفريقيا إلى جانب رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي التي يعتبر منصبها شرفياً في الأساس.