"أنا أحيا" ثورة على الرواية التقليدية
شكلت رواية ليلى بعلبكي أنا أحيا نقلة نوعية في الرواية العربية في لبنان، صدرت النسخة الأولى منها عام 1958م، وكسرت المفاهيم التقليدية عن أبطال الروايات
مركز الأخبار ـ .
تدور أحداث الرواية في العاصمة اللبنانية بيروت في ستينات القرن الماضي، حول شخصية لينا فياض بطلة الرواية، التي اعلنت تمردها على القيم والثوابت والعائلة والجامعة والأيديولوجيا.
تكسر الرواية مفهوم البطل/ه صاحب الشخصية الإيجابية والذي معه الحق دوماً، وتلقي الضوء على شخصية موجودة في المجتمع وهي الإنسان الباحث عن الحرية الشخصية الفردية والموجود في داخل كل منّا.
تبلغ لينا فياض بطلة الرواية 19 عاماً، هي فتاة عنيفة وشرسة لكنها إنسانة رقيقة، لا تعطي أهمية للحياة لكنها تقوم بواجبها تجاهها، تحارب تفكير والدها الذكوري والرأسمالي، وتطلق عليه لقب تاجر الأزمات لأنه لا يتردد في الانتفاع بأي شيء ليزيد ثروته.
تعلن لينا الحرب على والدتها أيضاً وتنتقد أسلوب تفكيرها، تصفها بالمرأة التقليدية التي لا تعرف سوى أعمال المنزل، امرأة خاضعة للذكورية، لكنها تشفق عليها في نفس الوقت. الرواية ضد المرأة التقليدية بقدر ما هي ضد الرجل التقليدي.
تتوق الكاتبة من خلال شخصية لينا إلى الحرية، فعندما تقص لينا شعرها تقول "لمن الشعر الدافئ المنثور على كتفي؟ أليس هو لي...؟ الست حرة في أن أسخط عليه؟ ... ألست حرة؟".
تتساءل البطلة حول حقها في الحرية حتى وإن كان ثمنها باهضاً، أو مخالفاً للمجتمع التقليدي. تتكرر عبارة "ألست حرة" في الرواية بشكل صريح وآخر ضمني.
رغم أنه مر أكثر من نصف قرن على كتابة الرواية إلا أنها تحمل الكثير من التفاصيل التي تصلح لكل زمان ومكان، حصلت في بداية اصدارها على شهرة كبيرة، اعلنت تمردها على الإرث الروائي التقليدي وعلى الشخصية الإيجابية التي لم تجرؤ أي كاتبة قبل ليلى بعلبكي على الكتابة عنها.