زواج القاصرات آفة خطيرة تهدد النسيج المجتمعي في غزة
ظاهرة زواج القاصرات فخ كبير تذهب ضحيتها الكثير من الفتيات وتحرمنّ من حقوقهن باكراً بدوافع بالية تبعاً للأعراف التقليدية المتوارثة والثقافة الأبوية بين الأسر الفلسطينية.
نغم كراجة
غزة ـ تتفاقم ظاهرة زواج القاصرات في غزة، بالرغم من تواصل حملات التوعية المجتمعية وحملات الضغط والتوعية بمخاطر تزويج القاصرات.
حول تفاقم ظاهرة زواج القاصرات في فلسطين قالت أخصائية الحالة الأسرية آيات أبو جياب "الزواج المبكر هو قديم حديث وبالرغم من تراجع نسبة تزويج القاصرات حسب ما أشار جهاز الإحصاء الفلسطيني إلا أن إرث العادات والتقاليد موجود والذي يحكم على الفتيات بالزواج قبل بلوغهن السن القانوني الزواج، حيث أن غالية الأسر تزوج فتياتها بدوافع واهية وبالية".
وعن أسباب تزويج الصغيرات أوضحت "تلعب تركيبة المجتمع الفلسطيني دور كبير حيث يعتبر تزويج الفتيات فرصة للزواج البدل أي امرأة مقابل امرأة في العائلتين، أو اعتبار الفكرة ضمن طقوس عادات العائلة خوفاً أن يتخطاها قطار الزواج تحت دافع السترة، كذلك الأوضاع الاقتصادية المتردية التي جعلت من زواج الفتيات القاصرات صفقة مالية تخفيفاً للأعباء المادية في العائلة".
وأشارت إلى أن مخاطر الزواج المبكر قد تتعرض حياة الفتاة ربما للوفاة خاصة عند زواجهن قبل سن الـ18 عام حيث تصبح أكثر عرضة للأمراض المنتقلة جنسياً مثل الكبد الوبائي، إضافة إلى خطورة حالتها الصحية أثناء الحمل وإصابتها بفقر الدم "توضع القاصرات بعد زواجهن في دائرة الصدمة والاضطرابات النفسية لتعارض أفكارهن ما قبل الزواج وبعده على أرض الواقع، وفي حال عدم التدخل من الجهات المحيطة أو المعنية تتعرضن للاكتئاب والعزلة وقد تفكرن بالانتحار".
وأوضحت أن غالبية القاصرات تواجهن صعوبات اجتماعية فتصبح عرضة للاستغلال وغير مؤهلة للتعامل مع الزوج والعائلة الممتدة مما تزداد الخلافات ووتيرة العنف "العادات والتقاليد تمنع الفتاة من إجراء تقارير طبية وتقديم شكوى للمراكز الأمنية".
وعن الصعوبات التي تواجه القاصرات أوضحت أنهن تصبحن عرضة للاستغلال وغير مؤهلين للتعامل مع الزوج والعائلة الممتدة مما تزداد الخلافات ووتيرة العنف "العادات والتقاليد تمنع الفتاة من إجراء تقارير طبية وتقديم شكوى للمراكز الأمنية".
وأكدت على أن هنالك طرق عديدة للتدخل في حل مشاكل زواج القاصرات "من المهم عند تعرض الفتاة للزواج المبكر وشعرت باحتياج قانوني ونفسي أن تطرق أبواب المؤسسات الحقوقية والنسوية وتقديم جلسات الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني كأداة علاجية لمشاكلهن"، مضيفة على ضرورة نشر التوعية ما قبل الزواج واستهداف الأهالي حفاظاً على حياة الفتيات وتمكينهن من الدفاع عن أنفسهن.
وطالبت بالعمل على مستوى القوانين والسياسات مثل رفع سن الزواج وتطبيق قانون حماية الأسرة حيث صيغت عدة قوانين في صالح المرأة لكن ليس هنالك مجال لاتخاذ إجراء حكومي لتطبيق هذه القوانين، وإلى جانب ذلك تنفيذ حملات ضغط ومناصرة وتسليط الضوء على أبرز المشاكل التي تواجه النساء منها الزواج المبكر وتقديم سلسلة من اللقاءات التوعوية والطبية للفتيات والأهالي، وإعداد مجموعة من الادلة العينية التي تركز على قضايا بارزة كالختان والزواج المبكر.
وأكدت على أن عواقب ظاهرة الزواج المبكر وخيمة حيث تنتهي العديد من قصص زواج القاصرات بالطلاق والتفكك الأسري والادمان مما يؤدي إلى ارتفاع العنف ضد المرأة والطفل حيث تؤثر هذه الظاهرة على التنشئة الاجتماعية والجذرية للأجيال القادمة "أوجه رسالة لكل الأهالي باحتواء فتياتهن وإعطائهن حق الاستمتاع بطفولتهن وحرية الاختيار والتريث بتزويجهن والتخلي عن العادات الواهية من أجل الوصول إلى مجتمع خالٍ من العنف".
وعن عواقب ظاهرة الزواج المبكر أوضحت أن العديد من قصص زواج القاصرات تنتهي بالطلاق والتفكك الأسري والادمان مما يؤدي إلى ارتفاع العنف ضد المرأة والطفل حيث تؤثر هذه الظاهرة على التنشئة الاجتماعية والجذرية للأجيال القادمة "أوجه رسالة لكل الأهالي باحتواء فتياتهن وإعطائهن حق الاستمتاع بطفولتهن وحرية الاختيار والتريث بتزويجهن والتخلي عن العادات الواهية من أجل الوصول إلى مجتمع خالٍ من العنف".
وقالت (ع.م) التي تبلغ من العمر 52 عام "لقد تزوجت في الرابعة عشر من العمر نتيجة الفقر باعتبار الزواج فرصة ذهبية لعائلتي للتخلص من أعبائي المالية، ومن المؤسف أنني انتقلت من بيئة الفقر إلى بيئة العنف والقمع حيث يعاني زوجي من الأمراض النفسية ومورس عليّ الضرب المبرح واستخدام الألفاظ المسيئة إضافة إلى أنني أعيش في أسرة وتعرضت للمضايقات والتدخلات مما تدهورت أوضاعي النفسية والصحية".
وأشارت إلى أن زوجها لا يعمل وتضطر أن تبحث عن المساعدات والشؤون الاجتماعية كي تلبي احتياجاتها ومتطلبات أسرتها "الزواج المبكر وخاصة للشخص الغير مناسب عواقبه كبيرة أهمها التفكك الأسري وتدمير حياة الأبناء حيث أن أحد أبنائي مدمن مخدرات ولا زلت واقعة في دائرة العنف".
ومن جانبها قالت (ك.م) البالغة من العمر 25 عاماً "الزواج المبكر بدافع البدل أي امرأة مقابل امرأة في العائلتين هو فخ كبير للقاصرات حيث أنني تزوجت في سن الخامسة عشر وفي المقابل أخي تزوج شقيقة زوجي، ومنذ زواجي أنا معرضة للطلاق والمعاملة السيئة إلى أن تفاقمت الخلافات والمشاحنات مما أدى إلى مقتل شقيقي على يد زوجي وهو الآن معتقل".
وأوضحت أنها في انتظار حكم الانفصال تبعاً للعادات والتقاليد في العائلة "تراكمت الضغوطات والمضايقات في شتى أمور حياتي بعد اشتعال الخلافات بين العائلتين ولا أرى مخرج من هذا المأزق حيث تذهب الفتاة ضحية الزواج المبكر لأسباب واهية لا تظهر نتائجها إلا بعد وقوعها في المشاكل والواقع المرير".